جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف البعد الصراعي بين اسرائيل وايران..هل سيعجل التطبيع السعودي-الاسرائيلي؟!

البعد الصراعي بين اسرائيل وايران..هل سيعجل التطبيع السعودي-الاسرائيلي؟!

حجم الخط

 

أ.د.جاسم يونس الحريري ||

العلاقات الدولية هي تفاعلات ثنائية الأوجه أو تفاعلات ذات نمطين النمط الأول هو نمط تعاوني والنمط الثاني هو نمط صراعي إلا أن النمط الصراعي هو النمط الذي يغلب على التفاعلات الدولية برغم محاولة الدول إخفاء أو التنكر لتلك الحقيقة، بل أننا يمكننا القول أن النمط التعاوني الذي قد تبدو فيه بعض الدول هو نمط موجه لخدمة صراع أو نمط صراعي آخر قد تديره الدولة أو تلك الدول مع دولة أو مجموعة دول أخرى، فعلى سبيل المثال نجد أن الأحلاف والروابط السياسية بين مجموعة من الدول هي في صورتها الظاهرية قد تأخذ النمط التعاوني بين تلك الدول برغم حقيقة قيامها لخدمة صراع تلك المجموعة من الدول ضد مجموعة أخرى. أن معظم التحليلات والنظريات في العلاقات السياسية الدولية تركز كلها على النمط الصراعي منها انطلاقاً من دوافع ومحددات مثل القوة والنفوذ والمصلحة فضلاً عن الدوافع الشخصية.ويعد الصراع بمثابة نمط تحليلي خصب من أنماط العلاقات السياسية الدولية، فهو مليء بالتفاعلات متعددة الأبعاد، بل أنه يجمع في طياته النمط التعاوني نفسه والذي يعاد توظيفه في معظم الأحيان لخدمة النمط أو البعد الصراعي للتفاعلات الدولية.وبناء على ذلك يتفق أكثر الباحثين على ان الرد الايراني بموجب عملية الوعد الصادق يوم السبت الموافق13/4/2024 كانت نقلة نوعية في الصراع بين((اسرائيل))وايران ترتكز على الصراع كسلوك عنيف بين الطرفين وكشاهد على ذلك أعرب((ديفيد بي روبرتس)) الخبير في شؤون الشرق الأوسط،،عن مخاوفه من احتمالية تحول حرب إقليمية إلى شيء أكبر بكثير، يتطلب تدخل قوى إقليمية وكذلك جهات دولية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا.كما تساءل روبرتس عن الضربة الإيرانية الأخيرة التي وجهتها ((لإسرائيل))، وهل تمثل فشل الجانب الإيراني؟ أم أنها ضربة محسوبة بعناية لإحداث أكبر ضجة ممكنة بأقل قدر من الضرر؟وأكد على أن طهران أصدرت تحذيرا كافيا ((لإسرائيل)) والولايات المتحدة بشأن الخطة، مما سمح للتحالف المخصص بالاستعداد لضربة وشيكة، كما لم تطلب طهران من حزب الله، استخدام صواريخه البالغ عددها 150 ألف صاروخ. ويعلق الكاتب بأن القيادة الإيرانية رغبت في انتقام مدروس ضد(( إسرائيل))، ولكن بدون توجيه ضربة قاتلة إلى الحد الذي قد يؤدي إلى انتقام إسرائيلي كبير وربما بمشاركة أمريكية. ويرجح الكاتب أن ((إسرائيل)) قد تبالغ في ردها، وستكون العملية الانتقامية واسعة النطاق بحيث يشعر قادة إيران بأنهم مجبرون على الرد، “وهو ما يعزز المخاوف من صراع واسع النطاق”.

إذا تعرضت إيران لهجوم كبير من قبل ((إسرائيل))، فمن المؤكد تقريباً أن الجولة التالية من الانتقام الإيراني ستشمل قيام حزب الله بمهاجمة شمال ((إسرائيل))، وفق الكاتب.ويضيف أن مثل هذا التوسع في الصراع لن يبقى في بلاد الشام، وإذا حاولت القوات العسكرية الغربية دعم ((إسرائيل))، سيتم استهدافها بشكل علني أثناء دفاعها عن السماء من الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية.إن التأثير الجغرافي الاقتصادي للصراع المشتعل والمتقطع حول الشرق الأوسط يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط، مما يؤدي إلى تدمير التعافي الاقتصادي في جميع أنحاء العالم، بحسب الكاتب. لكن المثير أن بعض الصحف الاسرائيلية تبشر بقؤب تطبيع سودي-اسرائيلي تعجله المواجهة المشتركة بين ايران و((اسرائيل))فعلى سبيل المثال لاالحصر تشير صحيفة ((جيروزاليم بوست)) الإسرائيلية التي قالت في افتتاحيتها، إن ((إسرائيل)) يتوجب عليها أن تفكر في تعاون إقليمي جديد، إذا أرادت الرد على إيران.وأكدت أنه بعد هجوم إيران “الضخم” على ((إسرائيل))، فإن منطقة الشرق الأوسط دخلت عصرا جديدا.فقد كانت المرة الأولى في التاريخ، التي تشن إيران هجوما مباشرا على ((إسرائيل)) من أراضيها، مستخدمة مسيرات وصواريخ كروز وصواريخ باليستية كانت تطورها منذ عقود، وكانت هذه الأسلحة بمثابة عنصر حاسم في الردع الاستراتيجي الإيراني ومكنت من بسط قوتها في جميع أنحاء المنطقة، وفق الصحيفة.وأشارت الصحيفة إلى أن عواقب وتداعيات ما حدث ستستمر في المنطقة لسنوات وسوف تظهر في أشكال عديدة، منها تحفيز العلاقات الرسمية بين ((إسرائيل)) والسعودية.وتقول الصحيفة إنه رغم أن النظام الإيراني كان يتوقع إحباط صفقة التحالف الإسرائيلي الأمريكي السعودي، بسبب ما يجري في غزة بعد هجمات حماس في أكتوبر/تشرين 2023، إلا أنه في سبتمبر/أيلول 2023كان هناك حديث جاد حول اتفاقية تغير قواعد اللعبة.وذكرت الصحيفة أن الاتفاقية ستشمل توقيع الولايات المتحدة على معاهدة دفاعية شبيهة بحلف شمال الأطلسي مع ((إسرائيل)) والمملكة العربية السعودية، تحصل بمقتضاها الرياض على أسلحة أمريكية متطورة، وكذلك مساعدة أمريكية في تطوير برنامج نووي مدني يشمل الحق في تخصيب اليورانيوم محليا.وفي المقابل سيقوم السعوديون بتطبيع العلاقات مع ((إسرائيل))، والمساعدة في إنهاء الحرب في اليمن، وتقديم مساعدات مالية ضخمة للفلسطينيين، بينما ستضع ((إسرائيل)) حدا أقصى للنشاط الاستيطاني وتتعهد بعدم ضم الضفة الغربية.”واعترف ولي العهد السعودي الأمير ((محمد بن سلمان)) في مقابلة مذهلة مع شبكة فوكس نيوز، بأن بلاده تقترب كل يوم من اتفاق التطبيع مع ((إسرائيل)) وأن العملية لأول مرة حقيقية وجادة” بحسب الصحيفة. وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن السعودية هي إحدى دول المنطقة التي وافقت بهدوء على تبادل المعلومات الاستخبارية مع الولايات المتحدة حول هجوم إيراني وشيك، استنادا على تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.وتضيف أن مشاركة هذه المعلومات جاءت كجزء من نظام دفاع جوي إقليمي أنشأته الولايات المتحدة بشق النفس على مدى السنوات القليلة الماضية، على الرغم من أن السعوديين لم يمنحوا الولايات المتحدة و((إسرائيل)) حق استخدام مجالهم الجوي لاعتراض الصواريخ والمسيرات.


تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال