جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف بين ليالي الحلمية الدرامية وليالي بغداد الإجتماعية والسياسية..!

بين ليالي الحلمية الدرامية وليالي بغداد الإجتماعية والسياسية..!

حجم الخط

 

إياد الإمارة ||


أخلاق الباشوات .. وممارسات العصابات

كلنا تابعنا مسلسل (ليالي

الحلمية) الرمضاني الذي عُرض بأكثر من جزء لأكثر من موسم ..

كان المسلسل من روائع الكاتب المصري العبقري أُسامة أنور عكاشة وإخراج العملاق إسماعيل عبد الحافظ، بُث المسلسل في جزئه الأول عام (١٩٨٧) وتوالت أجزائه حتى العام (١٩٩٥)، وهو يعرض تاريخ مصر منذُ عهد الملك فاروق وإلى التسعينات ..

كلنا يتذكر الباشا سليم البدري ..

والباشا القروي سليمان غانم ..

المسلسل عرض تاريخي إجتماعي سياسي شيق للغاية.

كان يشهد جولات ضارية بين الباشا التقليدي البدري والباشا البدائي الغانم ولو أحصينا هذه الجولات سنجد أن البدري هو الفائز بلهوه، بغطرسته النسبية، كان يحمل قيماً في مقدمتها الوطنية وحب مقاومة شعبه وحمايته للمقاوم (طه السماحي) ..

المسلسل عرض الباشا البدائي سليمان غانم متخلفاً وكأنه مورد للسخرية لكنه هو الآخر وطني قدم فلذة كبده شهيداً ..

الحصيلة أن الباشا والباشا بكل ما لهما وما عليهما كان يحملان قيماً ولهما دورهما في قضايا وطنهم الأساسية ..

(بسة) و (خمس) حثالة المجتمع ..

شخصيات كتبها عكاشة وعرضها عبد الحافظ ليقدما للجمهور النوع الآخر من البشر ..

الذي لا تاريخ لديه ..

لا يحمل قيماً ..

كل هم هؤلاء هو الحصول على المال بأي طريقة ولو بالعمالة للإنگليز ..

بسة وخمس نماذج ينفر منها المجتمع ولا يقبل بها ..

للأسف رفضهما الباشا الأرستقراطي وتعامل معهما الباشا البدائي لمرتين ..

ومع مرور الزمن أصبح بسة (بسيوني) و خمس (خميس) أعيان في المجتمع لهم ثرواتهم ومراكزهم الإجتماعية ودور سياسي مُعتبر ..

تغير كبير!

حتى الحلمية الحي الذي هو عبارة عن حياة مصر كلها تحول من حي الكبار إلى حي شعبي متواضع جداً ..

صورة الحياة وبسة وخمس وحي الحلمية والنهايات المستمرة في ليالي الحلمية.

ما ميز المسلسل إن الباشا بقي باشا إلى النهاية في فقره وغناه فهو بكل الأحوال يحمل قيماً سامية، وبقي بسة وخمس على وضاعتهم بما إمتلكوا من أموال وتفوذ.

الشاهد:

چم (بسة) و (خمس) في حياتنا العراقية الإجتماعية والإقتصادية والسياسية الحالية؟

كثيرون، أليس كذلك؟

الباشوات قليلون جداً يمكن ما يتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة في كل العراق من الشمال إلى الجنوب ..

الزمن الحالي في العراق زمن (بسة) و (الخمس) أعرف أكثر من واحد مثل هذين الشخصيتين الوضيعتين الآن هم في مصدر القرار العراقي مع شديد الأسف ..

ومَن لا أعرفهم أكثر وأكثر ..

يغطون واقع (بسة) و (الخمس) بالفشخرة الكاذبة، بالشهادات المزورة، بأسراب الحمايات الذين يدورون من حولهم بطريقة مُضحكة ..

(بسة) و (خمس) في العراق في الدين والسياسة والإقتصاد والعشاير ..

بسة وخمس رجال دين، وقيادات سياسية، وأصحاب أموال، وشيوخ عشائر، هذا في العراق وليس في مسلسل ليالي الحلمية المصري.

ومنو يگدر يحچي وي بسة وخمس (العراقيان)؟

لأنهما الآن الكل بالكل في العراق ..

هناك أكثر من تجربة وتجربة في العراق تؤكد هذه الحقيقة ..

بسة وخمس العراقي تزوجا من بنات الذوات وزوجوا بناتهم “العوبات” لأولاد الذوات ..

جرفوا بساتين الذوات الخضراء وحولوها إلى عشوائيات مُقرفة ..

ملكوا أطيانهم وعقاراتهم ..

وجلسوا مجالسهم بطريقة تُثير الضحك ..

وكلما تحدث بسة وخمس قالا: ولدنا وفي فمنا ملاعق من ذهب!

وهم عمرهم ما أكلوا بملعقة!

بسة وخمس اهل العتيگ وخمامة الزبالة والشغل المعثر حتى كذا اشتغلوا، هسة صعدوا وصاروا فوگ، تُفرش لهم السجاجيد الحمر في هذا البلد!

الخلل الكبير وكبير جداً حجم التراجع الذي نعيشه هذه الأيام الصعبة.


تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال