أ.د.جاسم يونس الحريري ||
يعود الرفض الاسرائيلي للتطبيع مع المملكة العربية السعودية الى18/1/2024 حيث ذكرت شبكة NBC أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ((بنيامين نتنياهو)) رفض اقتراح وزير الخارجية الأمريكي ((أنتوني بلينكن)) التطبيع بين((إسرائيل))والسعودية،مقابل قيام دولة فلسطينية.((إسرائيل))ترفض مقايضة السعودية حيث قال يائير لابيد))زعيم المعارضة أنذاك ((إسرائيل لديها رئيس وزراء غير كفؤ وحكومة غير كفؤة)) وقال ثلاثة مسؤولين أمريكيين للشبكة ((إن نتنياهو أبلغ بلينكن خلال زيارته لإسرائيل أنه غير مستعد للتوصل إلى اتفاق يسمح بإقامة دولة فلسطينية، مقابل اتفاق للسلام مع السعودية)).وذكر التقرير أن بلينكن جاء إلى نتنياهو ومعه الاقتراح بعد أن “حصل على التزامات من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وأربعة قادة عرب آخرين للمساعدة في تمويل إعادة إعمار غزة بعد الحرب ودعم عودة السلطة الفلسطينية بعد إصلاحها إلى القطاع”، مشيرا إلى أن “الطلب الوحيد الذي وافق عليه نتنياهو هو عدم قيام إسرائيل بشن هجوم كبير ضد حزب الله في لبنان”.وقال ثلاثة مسؤولين في الإدارة الأمريكية أن “الإدارة كانت تتطلع إلى ما هو أبعد من نتنياهو لمحاولة تحقيق أهدافها في المنطقة”، وذكر أحدهم أن نتنياهو “لن يبقى في منصبه إلى الأبد”.وأفاد أحدهم بأن “آمال بايدن في إعادة تشكيل الشرق الأوسط بعد الحرب، مرتبطة بإقامة دولة فلسطينية في نهاية المطاف”.وأكد مسؤول أمريكي لـصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” الاسرائيلية صحة هذا التقرير، مشيرا إلى أن بلينكن رد بأنه لا يمكن إزالة حركة “حماس” من خلال الوسائل العسكرية وحدها وأن فشل القادة الإسرائيليين في الاعتراف بذلك سيؤدي إلى أن التاريخ يعيد نفسه.وأفاد بأن “بن سلمان أكد لبلينكن أنه مستعد لتطبيع العلاقات مع إسرائيل كجزء من إعادة بناء قطاع غزة بعد الحرب بين إسرائيل وحماس”، مبينا أنه “بالفعل يشترط هذا الاتفاق على الخطوات الإسرائيلية تجاه سيادة الفلسطينيين. لكن هذا الشرط لا يرقى إلى مستوى التوقعات بأن توافق إسرائيل على إقامة دولة فلسطينية على الفور”.وقال مسؤولان أمريكيان لـنفس الصحيفة الاسرائيلية إنه من حيث السياسة، فإن “الولايات المتحدة لم تكن تخطط بنشاط لمرحلة ما بعد نتنياهو وما زالت تسعى للعمل مع رئيس الوزراء الحالي”.واليوم قال ((إيلي كوهين)) وزير الطاقة والبنى التحتية في حكومة تل أبيب خلال مقابلةٍ إذاعيّةٍ مع إذاعة (صوت إسرائيل)في25/5/2024، إنّ “اتفاق السلام مع السعودية ليس أمرًا المهم الآن”، معتبرًا أنّ “الأمن يسبق السلام، والسلام مع السعودية ليس بالأمر المهم في هذه المرحلة وبالإمكان الانتظار، فلا أحد يُبرِم اتفاقيات سلامٍ مع ضعفاء في الشرق الأوسط، والأمر الأساسي الذي يجب أنْ نركّز عليه الآن هو الأمن”.وأضاف ((إنّ منع إقامة الدولة الفلسطينيّة من قبل اسرائيل، أهّم بكثير من اتفاق السلام مع العربيّة السعوديّة)).
تحليل وأستنتاج:-
—————-
1.كنا قد حذرنا في مقالات سابقة ان لاتتورط السعودية في اي تطبيع مع((اسرائيل))لانها ستكون الخاسر الاكبر في هذه الصفقة وستزيد من الطين بلة حين تعتقد أن حل القضية الفلسطينية بنظرها حل مايسمى بالدولتين لكنها تدرك حق اليقين ان ((اسرائيل))لايمكن أن تعترف بأي دولة فلسطينية مستقلة حتى وأن كانت ناقصة السيادة ولاتتخلى عن القدس عاصمة أبدية لها.
2.كان الاجدر من السعودية أن تدعم فصائل المقاومة الفلسطينية لتكون في المواجهة من ذلك الكيان الاحتلالي ولاتعول على أتفاقيات لاتحصد منها سوى السقوط في نظر الشعوب العربية والاسلامية عموما والشعب العربي الفلسطيني خصوصا بعد أن تتصالح مع عدو مجرم قتل وشرد الملايين من ذلك الشعب وأن أقامة دولة فلسطينية مستقلة في فلسطين المحتلة لايخرج من أقامة كانتون فلسطيني معزول كما في قطاع غزة والضفة الغربية يكون تحت السيطرة والهيمنة الاسرائيلية بحيث تكون الدولة الفلسطينية المزعومة وفق الطلب السعودي عبارة عن هيكل كارتوني هلامي ليس له سلطة الاستقلال كاي دولة مستقلة في العالم لانه سيكون كما في السابق تحت نير الاحتلال الاسرائيلي المغتصب .
3.الان وبعد الرفض الاسرائيلي لطلب السعودية التطبيع معها نقول لها مبروك لك هذه الجولة التي أثبتت أن((اسرائيل))كيان أستيطاني مجرم لايؤمن بالسلام والعيش بسلام لانه عبارة تجمع من المهاجرين والقتلة واللصوص ومصاصي الدماء الذين تفننوا في الابادة الجماعية في طوفان الاقصى ولازال ذلك الكيان المجرم يمارس يوميا القتل والتجويع للشعب العربي الفلسطيني من اجل فرض سياسة الامر الواقع لكن الوقت لازال متاحا لصانع القرار السعودي لتصليح سلوكه السابق في الدعم المباشر لفصائل المقاومة الفلسطينية التي لقنت العدو الاسرائيلي درسا في التضحية والاباء والدفاع عن الارض والعرض وحقوقها التاريخية في فلسطين والا فان الخسائر السياسية للسعودية ستتواتر لاحقا بعد تمسكها للتطبيع مع الكيان الاحتلالي الاسرائيلي.