محمد علي السلطاني ||
لقد حدثنا التاريخ ، ونقلت لنا الروايات عن قادة وعظماء شغلوا حيزا من الزمن، وقادوا شعوبهم وبلدانهم واوصلوها الى بر الامان متحدين كل التحديات وعابرين كل الازمات السياسية و الاقتصادية والاجتماعية التي المت بهم.
وبطبيعة الحال، وبما هو سائد في ساحة العمل السياسي الدولي، فأن العمل في هذا المجال يكاد ان يخلو من المحرمات و المحددات و الضوابط الشرعية والاخلاقية، وان المصلحة والمنفعة هي القاعدة والمنطلق الذي تتفرع منه باقي السياسات ، ولأجل ذلك ترى ما ترى من مكر وخداع وحيل وتأمر للدول وللقادة الزعماء على بعضهم البعض وفق قاعدة المصالح انفه الذكر .
ونتيجة لهذه التجاذبات والاختلافات تعددت المدارس. واختلفت المناهج، وتباينت الرؤى في الادارة والقيادة والحكم ، وبرغم كل تلك التباينات والاختلافات اشتركت واتفقت فيما بينها على مبدأ غياب الموازين والضوابط الشرعية وكل مايمت بصلة حقيقية بالشرائع السماوية الحقة وتعاليم الرسل ومناهج الانبياء .
ولقد تأثر العالم الاسلامي بتلك المدارس والنظريات ، وامست الشعوب والبلدان الاسلامية ساحة للتطبيق العملي لها، مع غياب تام لأي نظرية او منهج حكم اسلامي بشكل عام او شيعي على وجه الخصوص ، مماشكل ذلك ضغطا وحرجا ومئزقا حقيقيا للعلماء والقادة والمفكرين المسلمين، وتساؤلات واستفهامات كبيرة من جمهور المسلمين ، سيما وان المسلمين يدعون ان الاسلام بتعاليمه، ومنهجيته، وقرأنه الكريم الذي فيه تبيان لكل شئ، مع ما اتمته السنة النبوية الشريفة، وسيرة المعصومين عليهم السلام ، يعد دستورا ومنهجا قادرا على قيادة الحياة ومواكبة التطور ورفد الانسانية بالقوانين الموافقه للأسلام ، الا ان الواقع العملي وكما اشرنا يشير الى خلاف ذلك . واستمرالحال على ما هو عليه حتى من الله تعالى على المسلمين بالامام الخميني قد الذي استطاع ان يرفع ذلك الحرج عن المسلمين ، ويقدم للعالم دولة عصرية حضارية تنافس كبرى الدول على الصدارة في شتى الميادين ، تحكمها الشريعة الاسلامية وتسيرها القوانين والانظمة وفق الاطر والموازين الشرعية ، وما ان رحل روح الله قد الى الفردوس الأعلى ، حتى انبرت القيادة الفذة للأمام القائد السيد الخامنائي ادام الله ظله ، تلك القيادة التي تحملت العبئ الاكبر في تطبيق ونجاح هذه النظرية الاسلامية وسارت على مدى عقود من الزمن بخطوات واثقة وبنجاح منقطع النظير ، وقدمت نموذجا فريدا في القيادة و الاقتدار والحكمة وسط اعتى واعنف امواج التأمر تارة، والحصار الجائر تارة اخرى، اضف الى الاستهداف والتصفية الجسدية المباشر للقادة والمفكرين والعلماء ورجالات الدولة الذين يعدون العمود الفقري للنظام والحكم . استهدافات وهجمات لو سلطت على اقوى الانظمة واكثرها استقرارا لنهارت وصارت اثر بعد عين .
الا ان منظومة القيادة ومؤسسات الدولة الذي ارست قواعده نظرية ولاية الفقيه، وحكمة وحنكة ونفاذ بصيرة الامام القائد ذللت كل العقبات ، وحولت الصدمات الى محطات للخبرة وانطلاقة جديدة للنجاح ، فها هي الجمهورية الاسلامية اليوم تزداد قوة وعظمة وكبرياء، وهذه عزيمة رجالها وصلابتهم تحطم كل امال الاعداء والعملاء والمستكبرين وتحيلها هباء منثورا تذروه الرياح ، وهذا نظامها اليوم سيكون عاجلا ام اجلا مثالا يحتذى به ونموذجا للتطبيق في كل البلدان التي ترنو الى الاستقلال وتعشق الحرية والعيش الكريم .