غيث العبيدي ||
حركة حماس، هي الحركة الوحيدة القادرة على المقاومة والمطاولة والبقاء قياسا بباقي الحركات الفلسطينية الأخرى، بوصفها حركة «سياسية و أصلاحية و جهادية» حتى وان شنت عليها اقوى الجيوش و أعتاها حربا لا هوادة فيها، لأنها ”حركة أفقية وليست رأسية، لذلك لا سقف هرمي لديها“
و”حركة شعبية ولدت من رحم معاناة الشعوب المقهورة، لذلك تمتلك القدرة على أن تنتج نفسها ذاتيا”و”حركة فكرية وليست حركة هيكلية، لذلك هي من الحركات المتجذرة، تموت ساعة لتحيا دهر، بفعل فلسفتها التكوينية العامة“ كما أنها ”حركة غير مستقرة على الأرض, وذات قيادات متنوعة و متغيرة، داخليا و خارجيا“
حركة حماس الجهادية، وليست الدعوية بحقيقتها الصوفية، ولا الإصلاحية بهيئتها السياسية، قبل طوفان الأقصى ليست هي نفسها بعد طوفان الاقصى، فقد استطاعت بعد السابع من اكتوبر أن تؤثر في الكثير من الحركات الإسلامية، والأحزاب السياسية والمؤسسات الأممية والمنظمات الخيرية، لذلك انتشرت لما هو أبعد من فلسطين والشرق الأوسط، حيث أثرت على مجموعات ومذاهب واثنيات واديان مختلفة في العالم أجمع، وباتت تطرح في مختلف الأوساط العالمية، لتلازم أسرائيل بعنوانها الأبرز ” الخصم الشرس“
وبقدر اختلاف الحالات السياسية والاجتماعية والإنسانية في فلسطين وغزة على وجه التحديد، عن غيرها من الدول الأخرى، وقدر تعلق الأمر بذلك الاختلاف، فأن حماس في غزة تختلف اختلاف جذري عن مثيلاتها الأخرى في الخارج الفلسطيني لسببين مهمين..
الاول.. انعكاس معاناة الفلسطينيين المستمرة على الحركة في غزة، هو من شكل رباط مقدس بين الغزيين وحماس، وهو ذاته من صاغ الهوية الوطنية التي نراها بها اليوم.
الثاني.. تغيير الحاضنة الخارجية لحماس من المسلمين السنة، للمسلمين الشيعة، هو من جعلها تتميز بهذه الكفاءة، وهو من أعاد ترتيب أوراقها على مستويات متقدمة، من حيث الترتيب والتطوير والتدريب والتسليح، فبعد أن كانت ممتلكاتها التسليحية في عهد من ينتمون لهم مذهبيا ” كومة احجار“ أصبحت في عهد من لا ينتمون لهم مذهبيا ”مصانع صواريخ وأسلحة ومسيرات“
وبكيف الله.