جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف ثورة الإمام زيد في وجوه الظالمين جهاد وتضحية..!

ثورة الإمام زيد في وجوه الظالمين جهاد وتضحية..!

حجم الخط

 

القاضي حسين بن محمد المهدي ـ اليمن ||

بسم الله الرحمن الرحيم

الناس رجلان: رجل يجل العمل بفضله ومروأته وعلمه ودرايته. ورجل يجل عنه لنقصه ودناءته.

فمن جل عمله بفضله ومروأته وعلمه وحسن سيرته ازداد فضلا وخُلُقا واستقامة وخلد ذكره.

ومن جل عنه عمله لنقصه ودناءته لبس به تجبرا وكبرا وساء في العالمين ذكرى.

لقد كان الإمام الولي التقي الفذ الالمعي زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام إماما مجتهدا، اليه تعزى المكرمات وعمل الصالحات في سره وجهره، عالما باحكام القرآن مقتديا بهدي النبي عليه وآله الصلاة والسلام ومقتديا بهدي جده، آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر عاملا بالدليل محبا للمؤمنين.

لقد كان هشام بن عبدالملك الأموي غرورا بسلطانه، متجبرا في أحكامه، مستكبرا بغلمانه وخدامه، مستخفا بأهل العلم والإيمان، مضيعا لكثير من السنن والأحكام، معرضا عن هدي القرآن، مستخفا بعترة النبي عليه وآله الصلاة والسلام فلم يجد الإمام زيد بُدا من رفع راية القرآن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

لقد واجه الإمام زيد عليه السلام جيوش البغي والظلام غير مكترث بأهل البغي والعناد الذين بدلوا نعمة الله كفرا واذلوا العباد بعزيمة الأقوياء الاتقياء الصالحين الذين وهبوا حياتهم لله من أجل إحياء هذه الأمة وإصلاح شؤونها،

ورفع الظلم عنها،

وإحياء سنن الله وأحكامه.

لقد كان الإمام زيد عليه السلام عالما عابدا شجاعا فصيحا صريحا حكيما سياسيا فطنا لايجامل ولايداجي

ولهذا قال حينما أراد من لايعرف الحقائق أن يحمله على أمر لايوافق منهجه اذهبوا فأنتم الرافضة

فالرافضة هم من رفضوا بيعة زيد وولايته وخرجواعن طاعته، وهم من يفترون على زيد والزيدية إلى يومنا هذا.

ومما لاريب فيه أن الإمام زيد بن علي عليهما السلام التزم نهج الإمام الحسين واقتفى أثره، متبعا نهج النبي صلى الله عليه وآله وسلم

وكان خلقه القرآن فهو لا يواد من حاد الله (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَ يُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللَّـهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.

إن الإمام زيد عليه السلام كان يتحلى بالأخلاق الإسلامية الجامعة وكان يجسد معاني القرآن في الواقع العملي، وابرز مثال على ذلك تبنيه للثورة ضد الظالمين، ورفع رآية الجهاد (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ ابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَ جاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).

لقد كان الإمام زيد رائدا في تأسيس إصلاح شؤون الأمة، واقتفت أثره أئمة العترة النبوية من أئمة الزيدية، فضربت الأمثال في مقارعة الظالمين وأحيا الزيدية مدرسة الإمام الولي ابن الولي زيد بن علي مدرسة العدل والتوحيد

وكم متجرع في السير مرا

مشوبا آجِنا بلغ القراحا

ورب كريهة ساءت فسرت مساءتها فاعقبت انشراحا.

لقد سار المتبعون نهج الإمام زيد على هدى القرآن ونهج محمد عليه وآله الصلاة والسلام

وكان للسيد حسين بدر الدين الحوثي رحمه الله في عصرنا هذا قصب السبق في تجديد منهج الإمام زيد وجده الإمام الحسين عليهم السلام ففازا بالشهادة ونال الحسنى وزيادة، وسار على نفس المنهج السيد العلم القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله.

ولو أن هشاما أصغى إلى الإمام زيد واستصلح ماأفسده من أمر الأمة به لاستقامت الشريعة وبقت الصنيعة وكان ذلك أصلح له في دينه ودنياه، ولكن ابى الظالمون إلا الاستمرار في عتوهم ونفاقهم فضلوا واضلوا كثيرا.

لقد فاز الإمام زيد بالشهادة وعانق الموت مستبشرا به

وما الموت إلا راحة من متاعب

وأهوال دهر زعزعت كل فاضل

لقد فاز باتباع نهج النبي صلى الله عليه وآله وسلم

ومن تبع النبي قولا وفعلا

فقد لاقى سرورا وانشراحا

ومن يملك زمام النفس ينجو

من الأهوى ويمنحها ارتياحا

وكم ضاق الفتى بالخطب ذرعا

وطي مضيقه لقي الفساحا

ومن سلم الهوى في الناس اضحا

فريد العصر اوفرهم رباحا

وكم من حكمة خفيت علينا

واخرى وجهها الوضاح لاحا

إن ثورة الإمام زيد أحيت في الناس معالم الحق لمن يريد أن يتبعه، ولم يمر على الدولة الأموية بعد استشهاده ١٥عاما حتى صارت في عداد الهالكين

وثورة الشهيد القائد المجاهد الحسين بن بدر الدين الحوثي في هذا العصر أحيت معالم الطريق وفتحت باب الجهاد وضاق البعض بها ذرعا وهاهي اليوم تتوج انتصاراتها انتصارا للمسلمين في فلسطين.

إن ثورة الفلسطينيين في السابع من أكتوبر في وجه الصهيونية اليهودية كان فيه إحياء لمعالم الجهاد الذي دعا إليه القرآن(انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً وَ جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) واحياء لما سار عليه أئمة أهل البيت عليهم السلام ولا يتخلف عن نصرتهم إلا ظلوم.

العزة لله ولرسوله وللمؤمنين والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين ولانامت أعين الجبناء( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال