حسام الحاج حسين
محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب في بنسلفانيا اعادت للواجهة ذاكرة الأغتيالات السياسية في أمريكا .
التاريخ الأمريكي حافل بالعنف السياسي غير انها تاسست على انقاض حرب اهلية هي الأطول عبر التاريخ . ان تعدد الخلفيات و المرجعيات السياسية والأعراق والثقافات المختلفة والملونة في امريكا هي احد اهم اسباب نشوء هذا اللون من العنف السياسي .
وعلى طول التاريخ وفق قاعدة استراتيجية تقول ( ان توفير السلاح يوجد استخدامه ) واصبح العنف السياسي والمجتمعي في امريكا تعد حاضرة واقعية شبه يومية تنتشر في المدارس والجامعات والحانات والتجمعات الدينية ايضا اضافة الى المحافل الأنتخابية .
ففي التاريخ الأمريكي تم اغتيال اربع رؤساء امريكيين . وهم
ابراهام لينكولن : ١٨٦٥ في واشنطن
جيمس جارفيلد : ١٨٨١ في نيوجرسي
وليام ماكينلي : ١٩٠١ في نيويورك
جون كينيدي : ١٩٦٣ في تكساس .
اما محاولات الأغتيال فهي ايضا حاضرة وبكثره سواء للمرشحين او الرؤوساء وابرزهم .
فرانكلين روزفلت الذي تعرض عام ١٩٣٣ الى محاولة اغتيال ادى الى مقتل عمدة شيكاغو الذي كان يقف الى جانبه .
جورج والاس المرشح الديمقراطي الذي تعرض الى حادث اغتيال عام ١٩٧٢ م واصيب بشلل على اثر خمس رصاصات تلقاها عن قرب .
كما تعرضت جيرالد فور عام ١٩٧٥ الى اطلاق نار من قبل أمرأة حاولت اغتياله ونجا بااعجوبة . وبعدها باايام تعرض الى محاولة اخرى .
روبرت كينيدي المرشح الديمقراطي بعد فوزه في الانتخابات التمهيدية في لوس انجلوس عام ١٩٦٨ م
كما تعرض رونالد ريغن في عام ١٩٨١م لمحاولة اغتيال ادى الى اصابة ذراعه .
وتعرض الرئيس الأمريكي جورج بوش الأبن عام ٢٠٠٥ الى محاولة اغتيال فاشلة ادى الى اصابته بذراعه ايضا .
كما تعرض ايضا بيل كلينتون وروبرت ترومان و جيمي كارتر وباراك اوباما الى محاولات اغتيال ..!
اما بخصوص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فهي المحاولة الثالثة لأغتياله . الأولى كانت عام ٢٠١٦ عندما سحب احد الأشخاص المسدس من شرطي واطلق النار على ترامب في لاس فيغاس .
والثانية في عام ٢٠١٧ عندما اخذ رجل رافعة شوكية وتوجه نحو سيارته الشخصية التي كانت ضمن الموكب في ولاية نورث داكوتا .
والثالث عن طريق شاب يبلغ من العمر ٢٠ عام في التجمع الانتخابي في بنسلفانيا.
تعتبر بنسلفانيا من الولايات الست المتأرجحة بين الحزبين وهي التي لاتنتمي لا لديمقراطيين ولا لجمهوريين . ان خطابات الكراهية التي كان يطلقها ترامب على المكونات المهمة في المجتمع الأمريكي خلق الفجوة الجيلية بين الأمريكيين وان انقطاع الجسور السياسية بين جمهور الحزبين هي احدى اسباب ظهور الأحتجاج السياسي المسلح في الولايات المتحدة .
لكن السؤال هو ( كيف يمكن لترامب ان يحصد النقاط الأنتخابية لصالحه بعد المحاولة الفاشلة ) ..؟
وهل تلملم حادثة الأغتيال اوراق الجمهوريين المبعثرة بعد حادثة الكابيتول .؟ والتي مازالت معلقة في الذاكرة السياسية الأمريكية .؟؟
اسئلة ربما ستجيب عليها صناديق الأقتراع الأمريكية في الأنتخابات الرئاسية القادمة ..!