د. عامر الطائي ||
دروس وعبر من استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)
١. الحق والباطل عبر التاريخ:
منذ بداية الخلق، كان هناك صراع دائم بين قوى الخير وقوى الشر. وهذا الصراع يتجسد في القصص النبوية والتاريخية التي تروي لنا مواجهات بين الأنبياء والطغاة. فإبليس، الذي عصى أمر الله، يقف في مواجهة آدم (عليه السلام) الذي خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه. وتستمر هذه الثنائيات عبر العصور، فنرى نمرود يقف في مواجهة إبراهيم (عليه السلام)، وفرعون في مواجهة موسى (عليه السلام)، وصولًا إلى الطغاة الذين وقفوا في مواجهة رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار.
٢. التضحية والفداء:
يمثل استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) قمة التضحية والفداء في سبيل الحق. فهو قدم روحه الطاهرة وأرواح أهل بيته وأصحابه من أجل الحفاظ على مبادئ الإسلام الحقيقية ومواجهة الظلم والطغيان. إن هذه التضحية الكبرى تعكس أهمية الوقوف في وجه الظلم مهما كان الثمن.
٣. استمرارية النضال:
توضح الصورة أن الصراع بين الحق والباطل ليس مقتصرًا على زمان أو مكان معين، بل هو صراع دائم ومستمر. فكما واجه الإمام الحسين (عليه السلام) يزيد بن معاوية، يواجه الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) الدجال في آخر الزمان، في إشارة إلى استمرارية النضال من أجل تحقيق العدالة الإلهية.
٤. أهمية الثبات على المبدأ:
إن استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) يعلّمنا أهمية الثبات على المبادئ والقيم، وعدم التراجع أمام الضغوط أو المغريات. فقد رفض الإمام الحسين (عليه السلام) مبايعة يزيد وأصر على مواجهة الظلم، مفضلًا الموت بشرف على الحياة بذل.
٥. رسالة الوحدة والقوة:
إن الصراع بين قوى الخير والشر يجب أن يوحد المؤمنين ويزيد من قوتهم وثباتهم. فرسالة الإمام الحسين (عليه السلام) هي رسالة وحدة بين المؤمنين، ونبذ الفرقة والاختلافات، والتكاتف من أجل نصرة الحق.
إن الدروس والعبر المستفادة من استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) تبقى نبرسًا يضيء لنا الطريق في مواجهة الظلم والطغيان. إن تذكرنا لهذه التضحيات الجليلة يعزز من إيماننا وثباتنا على المبادئ والقيم، ويحفزنا على مواصلة النضال من أجل تحقيق العدالة الإلهية في حياتنا اليومية.
