حسام الحاج حسين ||
إن هذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل شخصا معتدلا وشخصا تتفاوض معه بطريقة غير مباشرة ( الشهيد أسماعيل هنيه ) رئيس المكتب السياسي ل حماس .
كانت قد فعلتها من قبل وهي ترتكب جريمة القتل مع من كان يجلس معها على طاولة المفاوضات ( عبر الوسطاء ) ..!
أعتقد أنها فعلتها في السابق وكان الشهيد القائد أحمد الجعبري (القائد العسكري لحماس آنذاك ) في عام 2012 حيث اغتالوه على أعتاب ما كان بمثابة اتفاق شامل لوقف دائم للأعمال المسلحة، وقد اغتالوه بينما كان يقود سيارته وكانت أوراق التفاوض في حوزته ..!
ربما تعتقد الدولة العبرية من أن سلاح الأغتيالات في ظل المفاوضات سيقوض من فرص الحلول السياسية للصراع ( الفلسطيني-الإسرائيلي) ما يجعل هذا الأمر أكثر وضوحا. لقد ذهب الفلسطينيون إلى طاولة سموها طاولة مفاوضات، ولكن دون مقومات تفاوضية، فخسروا أنفسهم وربحت إسرائيل واستمرت في عدوانها على الشعب الفلسطيني ومازالت . ان المفاوضات في ظل الأغتيال هو تفاوض ( السكينة مع الرقبة)
لقد ظلت القضية الفلسطينية قائمة حتى على الرغم من عقود من تصفية قادتها، ولا أعتقد أن هذا في الواقع حل للمشكلة الأكبر حيث الأغتيالات لم تكن الحل الأستراتيجي ابدا للأحتلال ..!ولن تنال من عزيمة الفلسطينيين ابدا .
واذا فرضنا أن نرى أي نوع من المفاوضات الجادة يمكن أن تظهر على السطح، فسيتعين على إسرائيل تقديم بعض التنازلات الجادة. سيكون الأمر بمثابة انتحار سياسي
لرجل مهزوم من الداخل مثل نتنياهو . وفي هذه المرحلة لابد لأي كيان تعرض للضربة التي تلقتها حماس اليوم أن يتنازل ببساطة عن مطالبها من جانب واحد وهذا مالم يحصل عليه الأحتلال .
كانت مطالب المفاوض الإسرائيلي واضحة منذ البداية وكما أكد نتنياهو أن إسرائيل لن تسمح لحماس بإعادة بناء قدراتها العسكرية، واستعادة الحكم في قطاع غزة، بمعنى أنه يريد الحصول على الأسرى، ثم يستأنف الحرب على غزة مهما كانت النتائج ..!
في ظل هذه التداعيات وسلسلة الأغتيالات نستطيع ان نجزم من أن الدولة الوحيدة التي لا تريد إنهاء الحرب في غزة، والتي تلعب بالنار في المنطقة، هي إسرائيل. وليس لأحد تأثير على إسرائيل غير الولايات المتحدة.
يعتقد الكثير في الغرب من ان نتنياهو غير جاد في مفاوضات اعادة الأسرى . وكذلك الإسرائيليون يعتقدون ان مفاوضات نتنياهو ماهي الا مضيعة للوقت ولاتحمل المصداقية في تحقيق النتائج والوصول الى اتفاق ..!
وإذا كانت الولايات المتحدة غير راغبة أو غير قادرة على التأثير على عملية صنع القرار الإسرائيلي في هذه المرحلة، فعندئذ قد نكون في وضع خطير للغاية، لأننا سنعتمد بشكل كامل على إيران وحزب الله لعدم الرد. لأنهم إذا فعلوا ذلك، فكما تعلمون، يمكن أن تكون هذه دورة تصعيدية سريعة جدًا إلى حرب أكبر بكثير وستكون نتائجها كارثية على المنطقة .
في ظل التطورات المتسارعة يتمسك نتنياهو بوضع السكين على الرقبة الفلسطينية . ولايريد ان يقدم اي تنازل للجانب الأخر .
لكن السؤال المهم الأن . هل تمتلك الفصائل الفلسطينية من القوة العسكرية ما يكفي لإقناع الطرف الآخر بأنه لا يستطيع أن ينتصر عسكريا فقط ،؟
أن عمليات الاغتيال لم و لن تحقق في نهاية المطاف سوى القليل.ومادام هناك أناس في فلسطين بلا حقوق، فسوف تستمر المقاومة، ولن تنتهي حتى لو أزلت القادة الحاليين جميعا .
ان التظاهرات اليومية لعائلات الرهائن الذين يشعرون بالقلق من أن نتنياهو، الذي شدد مؤخرا مطالبه وقدم شروطا جديدة لاتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار، وأرسال الوفد الى القاهرة فقط لخلق مظهر تفاوضي لتخفيف بعض الضغوط عن الرئيس الأمريكي جو بايدن ،
هذه المطالب وغيرها من المطالب الجديدة تجعل التوصل إلى اتفاق أمرا مستحيلا . لان المفاوضات ولدت ميته اصلا في ظل الأغتيالات التي لم ولن تتوقف ..!