حسين سالم
كلما تلقّت إسرائيل ضربة قاصمة، انطلقت ضحكاتها الهستيرية في وسائل الإعلام، كأنّ الضربة نفسها لم تكن سوى نكتة سخيفة. يضحكون ليس من باب التسلية، بل كمن يضحك على جرح ينزف، على كارثة تقترب ببطء، وكأنهم في حالة من الهذيان الجمعي، يسخرون لعلّ في السخرية مهرباً من وجع الحقيقة.
نحن نعلم أن ما يكتبه الإعلام الإسرائيلي ليس إلا نتاج خيالٍ مُهان، خيالٍ يحاول بكل الطرق أن يخلق عالماً موازياً حيث يبقى الكيان شامخاً. وللأسف، يجدون صدى لهذا العبث في قنوات العرب الصهاينة، أولئك الذين فقدوا البوصلة منذ زمن، وقرروا أن يكونوا أبواقاً للتبرير والانبطاح. هؤلاء ليسوا إلا ظلالاً لإسرائيل، يتماهون معها حد الاندماج، ينقلون أكاذيبها كأنها حقائق لا تقبل الجدل، كأنهم يدافعون عن وجودهم الوهمي من خلال دفاعهم عنها.
في الواقع، إن الضحك الإسرائيلي هو ضحك العاجز، ضحك من يقف على حافة الهاوية ويرقص كي ينسى خوفه من السقوط. هي سخرية من لا يمتلك القدرة على الاعتراف بالهزيمة، فيلجأ إلى التهكم كي يغطي على عريه وخوفه. إن العرب الذين يتماهون مع هذه السخرية لا يدركون أنهم يشاركون في مسرحية عبثية، مسرحية لا تنتهي إلا بفضيحة الجميع.