جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 

ضياء أبو معارج الدراجي ||



قبل أن أتكلم عن الرد الإيراني أحب أن أروي قصة سمعتها من أبي -رحمه الله- عن فنون وأساليب أخذ الثائر من الخصم،
يحكى أن طبيبا للوالي كان بارعا في عمله يعمل معه صبيا فقيرا يحمل له الحقيبة وأدوات التطبيب ويتعلم منه فن الطب والعلاج وكان ذكيا جدا.
و-في يوم ما- صرخ الوالي من ألم في رأسه وأغشي عليه فستدعوا الطبيب ومساعده ليقرر الطبيب أن يفتح جمجمة الوالي لكشف السبب.
فعلا وجد حشرة أم الأربعة والأربعين مستقرة في غشاء الدماغ وأراد أن يشق غشاء الدماغ ويستخرجها لكنه مساعده فاجئه بقوله (بالنار يا حمار).
توقف الطبيب وطلب من مساعده أن يشرح له الطريقة فقال له المساعد قرب النار من الحشرة سوف تشعر بها وتحاول الابتعاد عنا مصدرها وهي تعرف طريق دخولها لذلك سوف تخرج منه دون الحاجة لشق غشاء الدماغ وإفساد عقل الوالي،
وفعلا فعلوا ذلك وخرجت الحشرة من إذن الوالي وبعد مدة استعاد الولي صحته وأمر بمكافئة الطبيب ومساعده.
لكن الطبيب لم ينس كلام مساعده له وهو يحاول شق دماغ الوالي لذلك قال له لا يسعنا أن نكون معا في هذه الدنيا بعد الآن إما أن أقتلك أو تقتلني وليكن القتل رحيما بلا دم.
وكانت البداية للطبيب لينفذ قتل مساعده وحدد موعدا ليوم التنفيذ.
وفي يوم التنفيذ أوصى المساعد أمه إذا جلبوه لها محمولا مزرقا عليها أن تشرح كل جسمه بألموس وتدهنه بالعسل والحليب ودبس التمر وتلقيه في مزابل القرية، ثم ذهب ليلاقي مصيره حيث وضع له الطبيب أقوى أنواع السم لقتله في الشراب.
وعندما شرب المساعد أزرق وجهه وسقط أرضا،أمر الطيب حراس الوالي أن يرسلوه إلى أمه فلما وصل الجثمان إلى الأم فعلت ما أمرها به ولدها وألقته في مزابل القرية بعد تشريح جسمه ودهنه بالعسل والدبس والحليب الذي اختلط بالدم.
ظلت تنظر إليه حزينة حيث تجمع عليه أسراب من الذباب يأكل من هذا الخليط ويسقط ميتا،ظل المساعد على هذه الحالة يومان حتى استفاق بعد ان سحب الذباب كل السم من جسده وأكمل علاجه عند أمه حتى شفي تماما بعد شهر من شرب السم.
كان الطيب يظن أن مساعده قد مات ولكنه دُهِشَ عند دخوله عليه بعد شهر من الحادث، قال له كيف نجوت من أقوى سم على وجه الأرض فشرح له المساعد طريقة الشفاء من السم وقال له حان دوري أن أسقيك بطريقتي الخاصة وموعدنا بعد أسبوع.
ظل الطبيب يفكر بالطريقة التي تخلصه من أدوية وسموم مساعده وعندما جاء الموعد قال له المساعد ربما نؤجل الأمر إلى أسبوع آخر فقد كشفت سما أقوى من السم السابق وظل المساعد يؤجل الموعد تلو الموعد والطبيب تسوء حالته من الخوف والتفكير والرعب -يوما بعد يوم- ليترك عمله ويقل أكله وشربه ويهزل جسمه حتى مات من الهم والغم.
لذلك دولة كالجمهورية الإسلامية لن ترد ردا عاديا على اغتيال إسماعيل هنية على أرضها من قبل الصهاينة ولن تعطي موعدا محددا للرد وان كل يوم تأخير يدخل الكيان المحتل في هم وغم فكل مطاراته مغلقة وتجارته راكدة ورعاياه خائفون يكنزون المواد الغذائية في بيوتهم تحسبا للهجوم، وان خسارة الكيان المالية تكبر -يوما بعد يوم- وهم ينتظرون الرد حتى تعود حياتهم طبيعية كما كانت.
إيران ليست كصدام عندما يستفزنه يهاجم فورا ويخسر كل شيء كما فعلها عندما غزا الكويت وفتح أبواب الاحتلال الأمريكي للمنطقة وشرع لدخول القوات الأجنبية إلى الشرق الأوسط -من جديد- لتتحكم بموارد الدول العربية وتضع عليها الشىروط.
ايران لن ترد خارج الأطر القانونية ولن تعطي للاخرين فرصة ليتحالفوا ضدها كما فعلوا في العراق وافغانستان وسوف يكون ردها غير متوقع لا موعدا ولا حجما وضمن حدود القوانيين الدولية للدفاع عن النفس.

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال