باقر الجبوري ||
سؤال يطرحه القاصي وتلداني هذه الايام خصوصا بعد شهادة الحاج اسماعيل هنية في ايران بعد حضوره لحفل تنصيب الرئيس الايراني الجديد بزيشكيان !
والجواب يبساطة لانها ايران !
وليست باريس التي اغتيل فيها محمود همشري ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في عام ١٩٧٢ وتبعه في العام ١٩٨٢ اغتيال فضل الضاني نائب مدير مكتب منظمة التحرير الفلسطينية !!
ولانها ايران وليست روما التي اغتيل فيها المجاهد وائل عادل زعيتر ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في عام ١٩٧٢ وتبعه في العام ١٩٨١ اغتيال ماجد ابو شرار عضوا اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية !!
ولانها ايران وليست قبرص التي اغتيل فيها حسين ابو الخير ممثل منظمة فتح في العام ١٩٧٣ وتبعها في العام ١٩٨٨ اغتيال القادة مخمد حسن بحيص وباسم سلطان و!نروان كيالي !
ولانها ايران وليست دولة اليونان التي اغتيل فيها خالد نزال الرجل الاول في الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عام ١٩٨٦ !!
ولانها ايران وليست تونس التي اغتيل فيها هليل الوزير المعروف ( بابو جهاد ) في عام ١٩٨٨ ثم تبعها اغتيالات طالت الشهداء صلاح خلف وهايل عبد الحميد وابو محمد العمري في العام ١٩٩١ !!
كل هذه الاسماء من قيادات الحركات الفلسطينية وغيرهم ممن اغتالتهم اسرائيل في الخارج لم تحرك الدول التي حدثت فيها الاغتيالات اي قضية ضد اسرائيل وذهبت دمائهم هباء منثورا بل ان قسما من تلك الدول كانت تعمل لصالح الكيان الغاصب في تتعب هذه القيادات وتقديم الدعم والاسناد لعناصر الموساد الاسرائيلي لاصطيادهم !!
فلماذا لم تقم اسرائيل باغتيال الشهيد هنية في قطر او في تركيا كما كان مقررا وباعتراف الكيان نفسه !!
الجواب ببساطة .. لان ايران ليست كتركيا وليست كقطر وليست كباقي الدول التي كانت ستسكت على الجريمة وتكتفي بتقديم شجبها واستنكارها للام المتحدة او مجلس الامن الدولي كما حدث في كل الاغتيالات السابقة !!
ولان الجميع يعلم بان ايران سترد ثأراً لضيفها وهذا ما تطلبه اسرائيل وتطلبه أمريكا وهو الدخول في خرب مع ايران للهروب من عار الهزيمة التي لحقت بالجيشين الامريكي والاسرائيلي في الجبهة اليمنية العراقية من جانب وفي الجبهة اللبنانية والغزاوية من جانب اخر !!
الكل يعلم ان السيد القائد الخامنا..ئي قد عاتب سابقا الحكومة العراقية والشعب العراقي في حادثة اغتيال الحاج ( سلي ..يماني ) لكونه ضيف الحكومة العراقية والشعب العراقي ( ضيفكم قتل في ارضكم ) !!
واليوم ايران حكومة وشعباً هم محل عتاب كون الشهيد هنية كان ضيفا عندهم وهذا عند من ضعفت بصيرتهم لان مسالة الاغتيالات امر وارد ليس في ايران فحسب والتي شهدت سابقا اغتيالات لعلماء وقادة بل وفي كل دول العالم وحتى المتقدمة منها استخباريا وأمنيا وقد لاحظنا ذلك قبل ايام في محاولة اغتيال الارعن ترامب حيث اصيب بالعملية رغم وجود الكم الهائل من الحنايات والاستخبارات السرية الخاصة برؤوساء امريكا !!
بمعنى ان الاغتيال امر وارد في كل مكان اذا كان في ايران او في امريكا او اي دولة من دول العالم مهما كانت قدراتها الامنية او الاستخبارية !
وعلى العموم فيبقى الموضوع المهم والمطروح لدى اسرائيل وامريكا من خلال تلك العملية هو وضع ايران بين امرين !!
الاول .. ان تسكت على الحادثة من باب الخوف أو تتفاوض للتنازل عن حق الرد في مقابل مكاسب قد تكون لصالح المقا..ومة الفلسطينية في غزة !!
الثاني .. هو جر ايران ومحورها في المنطقة لحرب شاملة وهو المطلب الاهم والارجح لدى اسرائيل !
ولعل إسرائيل متحمسة للرأي الثاني لانهم يرون ان امريكا والغرب والعرب سيساعدونهم في تلك الحرب خصوصا وان اسرائيل قد اخذت الضوء الاخضر لعمليات الاغتيال والاستمرار بالحرب بعد زيارة ( نتن ياهوا ) الى امريكا وخطابه في الكونكرس الامريكي الذي استقبل استقبال المنتصرين كما لم يستقبل به اي رئيس امريكي او رئيس اخر يزور امريكا !!
ومن باب اخر نجد ان امريكا تطالب بالتهدئة وكانها تميل الى الرأي الاول ( تفاوض مع تنازلات اسرائيل لاجل ايقاف الحرب في غزة مقابل عدم الدخول في حرب شاملة ) مع انها اعلنت علمها بعملية الاغتيال وكان الاولى بها ان تنهى النتن ياهو عن العملية قبل ذلك وليس بعد ان تقع الفأس بالراس متحججة بحق الرد الاسرائيلي بعد اكذوبة مجدل شمس التي وقعت بسبب صواريخ القبة الحديدة الغبية !
ومن هنا نفهم ان اللعبة امريكية اسرائيلية !!
ولكن يبقى المؤكد هو ان ايران ستضرب !
وأما ( المتى والاين والكيف ) فايران هي من يحددها وليس العدوا ولنا عبرة في تحديد ايران لساعة الصفر في ردها على شهادة الحاج ( سلي..ماني رض ) !!!
ايران هي من تقرر ساعة الرد !
ولعلها وكما قال سلي..ماني ( يقيناً كله خير )
ومع ذلك فلازلنا نسمع من يقول !!
لماذا ايران !!
ولماذا في ايران !!
وإن غدا لناضره لقريب !!