د. أمل الأسدي ||
يبدو العنوان صادما أو مستفزا أو غريبا بالنسبة للمتلقي؛ لهذا سأمضي به مسرعةً للتعريف بمصطلح مسرح الشارع وهو باختصار: أي عرض فني درامي يُقدَّم في الهواء الطلق، في الساحات والشوارع والأماكن العامة التي يتجمع فيها الناس، وهو يكسر قاعدة ذهاب الجمهور إلی المسرح؛ لأنه هو من يقصد الجمهور في أماكنهم، وعليه تكون مساحة التلقي فيه عامة وواسعة ولاتقتصر علی النخب.
يعالج مسرح الشارع بعض القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية والتأريخية، فيكشفها ويبث الوعي عنها، ويثير انتباه الجمهور، وهو مسرح غير ربحي غالبا، وعلی هذه المعاني تدور أغلب تعريفات مصطلح” مسرح الشارع”.(١)
أما الشق الثاني من العنوان ونعني” الأوغاد” فيقصد بالوغد: الأَحمق الدَّنِيء الرَّذل، ورجلٌ وَغْدٌ : ضَعِيفُ العَقْلِ، أَحْمَقُ، ويقال : فلان من أَوْغادِ القوم ومن وغْدانِ القوم ووِغْدانِ القوم أَي من أَذِلَّائِهِمْ وضعُفائِهِمْ .(٢)
وقبل الحديث عن الرابط بين شقي العنوان سنتحدث عن المشاهد المسرحية التي تقدمها المواكب الحسينية في الشارع، ومن ذلك مشهد احتفال الجيش الأموي حين دخولهم الشام، بعد إجرامهم وقتلهم لابن بنت رسول الله وسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه(عليهم السلام)، يؤدي المشاركون في العرض هذا الدور ويتمايلون ويضربون الدفوف، وهم يرتدون زيا قديما كالذي كان يرتديه الأمويون حينها، ويتجمع الناس حولهم ويتفاعلون مع المشهد، تارةً بالبكاء علی الإمام وتارةً بلعن هولاء المجرمين والدعاء عليهم، وتارة يحكون لأطفالهم قصة ما حدث، وهذا هو مسرح الشارع، وهذه هي أهدافه، أهدافه بث الوعي حول حادث معين عبر تجسيده وتمثيله.
ومع أن العرض مسرحي فني، وواضح ولايحتاج الی تفسير أو تعليل؛ إلا أن الطائفيين ومن يقف خلفهم، ينصبون غرف عمليات شيطانية لاستهداف الشيعة وشتمهم ولعنهم وتكفيرهم، والغريب أن المنشورات والتعليقات تكاد تكون موحدةً ومشتركة سواء من داخل العراق وهي الأقل، أم من من خارج العراق، من البلدان العربية المجاورة، التي تحتفل بأعياد ومناسبات غربية أكثر من الغرب نفسه!!
وهولاء الأدوات الرخيصة، التي يغيظها اجتماع العراقيين، ويغيظها كرمهم وترفهم، وتغيظها الحرية التي يتنعم بها الشعب العراقي، هولاء الذي يشتمون العراقيين ويكفّرونهم، هم الأوغاد، نعم إنهم أوغاد، لهم قلوب مليئة بالحقد والحسد، ومع أن الزيارة الأربعينية عالمية مليونية ولاتتأثر بالعالم الافتراضي والحسابات الوهمية والأقلام المأجورة، ولكننا نكتب لنبين خسة هولاء!
وهنا سنضع بين يدي المتلقي مجموعة من المهرجانات والتجمعات التي تقيمها شعوب العالم من ذلك:
🔺-مهرجان البيرة والرقص/فية اكتوبر / ميونيخ/ المانيا
🔺- مهرجان السنة الصينية الجديدة/ من 21 يناير الی 20 فبراير
🔺ـ Burning Man – مهرجان صحراء بلاك روك، نيفادا، الولايات المتحدة الأمريكية، يجتمع الناس ويقيمون مدينة مؤقتة ويقومون بحرق تمثال خشبي.
🔺ـ كرنفال البندقية – البندقية، إيطاليا في شهر فبراير، وهو كرنفال تأريخي تنكري يعكس التراث الثقافي، للمدينة عن طريق التجمعات والمسيرة والعروض
يعد كرنفال البندقية مهرجانًا تاريخيًا معروفًا بالأقنعة المتقنة وحفلات التنكر.
🔺ـ مهرجان جلاستونبري – سومرست، المملكة المتحدة، في يونيو وهو مهرجان موسيقي وعروض فنية متنوعة.
🔺ـ مهرجان Tomorrowland ، بلجيكا ، هو مهرجان للرقص والموسيقی، يقام في شهر يوليو.
ـ مهرجان جيون ماتسوري في كيوتو/ اليابان
ويتميز بالمواكب الملونة والعروض التقليدية و.نصب أكشاك الطعام في الشوارع.
🔺ـ . مهرجان كومبه ميلا – مواقع مختلفة في الهند وهو من أكبر المهرجانات الدينية في العالم،
ويتضمن المهرجان طقوس الغطس في الأنهار المقدسة لديهم من أجل التطهير الروحي والبركات، مصحوبة بمواكب ملونة وعروض ثقافية متنوعة.
🔺ـ مهرجان حروق الشمس جوا، الهند وهو مهرجان لفرق الـ دي جي والعروض المسرحية والموسيقية ويجذب عشاق الموسيقی من كل مكان.
🔺ـ كرنفال ريو دي جانيرو/ البرازيل
وهو من أكبر المهرجانات في العالم، و يجذب ملايين الأشخاص إلى الشوارع لمشاهدة مسيراته الشهيرة وموسيقى السامبا والأزياء المختلفة،وهو احتفال بالثقافة البرازيلية ، ويضم مسيرة السامبا الشهيرة والعديد من حفلات الشوارع.
🔺مهرجان رش الماء في أرمينيا، يعود أصل العيد إلى حقبة ما قبل المسيحية (الحقبة الوثنية) وكان مخصصا لآلهة الخصوبة والجمال والماء عند الأرمن القدماء “آستغيك”.
🔺مهرجان “سومين ساي” في اليابان، المعروف باسم “مهرجان الرجل العاري” وقد سمح مؤخرا للنساء المشاركة فيه، وهناك يوم للتعري أيضا في أمريكا.
🔺ـ مهرجان التراشق بالطماطم في اسبانيا، في شهر آب، ويستعمل فيه 100 طن من الطماطم.
🔺ـ مهرجان هولي(الألوان) في الهند وهو مهرجان شعبي هندوسي يُحتفل به في الربيع، في كل من الهند، نيبال، بنغلاديش، سريلانكا، باكستان…
🔺 أما أعياد رأس السنة فهي حاضرة في أغلب بلدان العالم ، إذ يجتمع الناس لمشاهدة الألعاب النارية والعروض المختلفة من موسيقی ورقص وغيرها، وتجد ذلك في أغلب البلدان العربية والإسلامية أيضا ، وربما تكون احتفالات هذه الدول أضخم من الدول الغربية، علی سبيل المثال الاحتفالات في الإمارات العربية(٣)
والاحتفالات في السعودية(٤) وكذلك الاحتفالات في قطر(٥) والاحتفالات في مصر(٦) هذا غير الاحتفال بما يسمی🔺 عيد الحب، اذ ينتشر اللون الأحمر في المحال والأسواق، وتبدأ الناس بالتبضع وشراء الدمی الحمراء والورد الأحمر والملابس الحمراء(٧)
هذا غير 🔺عيد الهالووين الامريكي الغربي الذي تحييه أمريكا وكندا واستراليا وايرلندا والمملكة المتحدة والمانيا وغيرها من الدول،
🔺والأغرب من ذلك أن يكون لهذا العيد حضور في بلاد الحرمين، فتقام الاحتفالات ويرتدي المحتفلون الملابس التنكرية والأقنعة المرعبة بحسب تقاليد هذا العيد الغربي(٨).
🔺أما في العراق فتجد احتفالات رأس السنة الميلادية قائمة بقوة وبذخ ومبالغة، وتتعجب من امتلاء الشوارع بالناس حتی أن الخروج في بغداد يكون صعبا نتيجة الازدحام الشديد، هذا غير الكميات الكبيرة من المفرقعات والألعاب النارية(٩).
وهناك مهرجانات ومناسبات أخری كثيرة في مختلف البلدان، وآخرها ما شاهده العالم في اولمبياد باريس 2024 وما تخلله الافتتاح من تعر وشذوذ، وأغلب هذه المهرجانات لا يهاجمها أحد، ولا ينتقدها ،مع ما فيها من ابتذال واسفاف وانحلال وإسراف ووثنية، فلكل شعب من الشعوب هويته وحريته في التعبير عنها؛ ولكن الأمر إذا تعلق بالعراقيين، بالشيعة وهويتهم، بزياراتهم ومناسباتهم، تخرج الشياطين من جحورها لتهاجمهم وتكفّرهم!
وبعد هذا كله نطالب الأوغاد الذين يهاجمون الشيعة وما يقومون به من عروض مسرحية تجسد واقعة الطف، وتعكس اعتداء الطغمة الأموية علی أهل بيت رسول الله، وأسر النساء والأطفال ونقلهم الی الشام، نطالب هولاء الأوغاد أن يقدموا لنا الأدلة الشرعية علی أعيادهم ومناسباتهم ومواسم الاحتفالات والرقص والمجون، هل لديهم آية تبيح ذلك؟ هل لديهم حديث نبوي؟ هل لديهم رواية تجيز لهم الاحتفال بعيد الحب وعيد الهالووين؟
بعدها يحق لهم أن يكفّروا العراقيين ويتجاوزا عليهم!
ولكنهم أعراب، لايمتلكون سوی الحقد والهمجية والاعتداء علی الآخر، وقد وصفهم الله تعالی قائلا:((الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)).
كما نذكِّر البعثية أن تلك الحقبة ولت وانتهت، ولن تعود بالحسابات الوهمية وبالمنشورات والتعليقات وصور المقبور، فإنكم تعلمون أن الواقع غير عالمكم الافتراضي الذي تعيشيون فيه، وأن الزيارة الأربعينية أصبحت هوية العراق، الهوية التي تعكس التحضر والكرم والإيمان والوفاء والإيثار …