عدنان جواد ||
يتساءل الكثير منا وبعد الحادثة المؤلمة التي حدثت في جنوب لبنان، فالمحور وخاصة في جنوب لبنان يحارب الشيطان الاكبر، وهذا الشيطان يمتلك عناصر التفوق التكنلوجي والاستخباري، وحادثة ” البيجر” جهاز الاتصال الذي تم استيراده من دوله تعتبر تابعة للدول الغربية (تايوان) مستعمرة بريطانية في اراضي صينية، وتلك الدول جميعها في خندق الصهيونية واسرائيل،
فهي استخدمت اسم شركة معروفة وجهاز مدني وقرار بالقتل الجماعي “الابادة” ، وهي تخطت بذلك كل قواعد الحروب المحرمة دولياً، وحسب المعطيات الاخيرة ان تلك الاجهزة تم حشوها بمادة شديدة الانفجار، كونهم يعلمون انها سوف تذهب الى لبنان وبالذات الى جنوبه وهذا اختراق استخباري ثاني، فتسبب بجرح ما يقارب (3000) شخص بينهم نساء واطفال واستشهاد تسعة و(200) حالتهم حرجة ،
حسب قناة الميادين الفضائية، وقد حذر سماحة السيد حسن نصر الله باكثر من مرة من خطر وسائل الاتصال وخاصة الجوال في خطاباته، ولسان حالنا يقول, ان دول محور المقاومة التي تصنع الصواريخ والمسيرات والتي غيرت موازين الرعب وقلبت المعادلات في المنطقة والعالم تعجز عن صناعة وسائل اتصال خاصة بها لا يمكن اختراقها؟.
فماذا تختلف تكنلوجيا الصواريخ عن تكنلوجيا الجوال, فالصواريخ وحسب المصطلحات العسكرية, هو سلاح جوي موجه بعيد المدى قادر على الطيران والمناورة، ذاتي الحركة عادة بواسطة محرك نفاث او بمحرك صاروخي، وتعود جذوره لعائلة سونغ الصينية في القرن الثالث عشر، ومن الامثلة الحديثة صواريخ ( V-1 ) و (V-2 ) الالمانية التي استخدمتها المانيا في الحرب العالمية الثانية،
وبعد تلك الحرب تنافس الروس والامريكان والبريطانيون لامتلاك تكنلوجيا الصواريخ، وتقدمت الولايات المتحدة الامريكية على روسيا وبريطانيا لأنها استقطبت العدد الاكبر من علماء الصواريخ الالمان وعلى راسهم “فون براون” ، تصنف الصواريخ حسب منصة الاطلاق والهدف الى خمسة انواع: جو _ جو، جو_ ارض، وارض _ جو، ومضاد للدبابات، ومضاد للسفن، وتصنيف اخر حسب دقة التصويب والتطور، كروز والبالستية والتكتيكية والفرق صوتية، والحمد لله تمكنت دول محور المقاومة من الحصول تكنلوجيا تلك الصواريخ بجميع انواعها.
اما تكنلوجيا الجوال حسب تصورنا هو بسيط، وهو عبارة عن جهاز يسمح للناس بالتواصل مع بعضهم البعض ومن اماكن مختلفة من بقاع الارض، وتم اختراع الهاتف عام 1876 م من قبل العالم الكسندرغراهام بيل، وتوجد اربعة انواع من الهواتف وهي:
السلكية، واللاسلكية، والخلوية، والذكية، واليوم العالم استغنى عن السلكية وتم استخدام الخلوية والذكية، ويعرف بالمحمول، ويستطيع اضافة للاتصال ارسال الرسائل ومقاطع الفيديو والتصوير وغيرها، ونحن عندما نرى مكوناته وهي:
شاشة لمس، وبطارية ليثيوم، وسماعات، ومحولة ولوح عازل واسلاك، وبرمجة ، نعتقد ان بسيط ولكن لحد الان اربع شركات في العالم تصنع الجوال وهي: سامسونك(شركة كورية جنوبية) و ابل (شركة امريكية) و هواوي( شركة صينية الاصل) و اوبو(شركة صينية) و فينو( شركة صينية)، فلماذا فقط خمس شركات تستطيع صنع الموبايل او الجوال ، دليل على ان صناعته صعبه ،
وهناك اسرار لا يمكن الحصول عليها بسهولة. فينبغي على دول محور المقاومة الاعتماد على انفسهم في كل وسائلهم وادواتهم واسلحتهم ، وكما حصلت الولايات المتحدة الامريكية على تكنلوجيا الصواريخ والقنابل النووية من العلماء الالمان، وهي تستقطب اذكياء العالم وفي جميع المجالات،
لكي تستثمر عقولهم ومستوى تفكيرهم لمصالحها الخاصة في السيطرة على العالم، ونحن لدينا في العراق واليمن ولبنان الكثير من الاذكياء والعباقرة الذين يتعرضون للإهمال، فستقطبهم الدول الاخرى وخاصة الغربية منها والعربية العميلة كالإمارات،
فيفقدون ارتباطهم بأوطانهم بمنحهم المغريات المادية التي يفتقدونها في وطنهم الام، فالعالم اليوم تحكمه العقول والتكنلوجيا والتفوق التقني، واذا اردنا ان ننتصر لابد ان نمتلك تلك التقنية وتلك الوسائل، وعدم الوثوق باي دولة اوربية او تسير بفلك واشنطن وتل ابيب ، اذا نستوردها فيمكن استيرادها من دول صديقة كالصين وروسيا، فقد تخسر معركة انت متفوق بها في الجانب العسكري ، بالسيطرة على الارض ، وضرب واستهداف العدو بالصواريخ والمسيرات ،
ولكن قد تخسر المعركة بكبسة زر سيبرانية او تحكم بمعدات نعول عليها كثيرا تصبح مجرد خردة، وقد حدث هذا في غزو الولايات المتحدة الامريكية للعراق في التسعينات، فتحولت صواريخ صدام وطائراته ونظام دفاعه الجوي التي خسر عليها المليارات الى اكوام من الحديد مع الاسف.