جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف "جيل الصمود والمقاومة ، غزة وحزب الله في مواجهة التحديات"

"جيل الصمود والمقاومة ، غزة وحزب الله في مواجهة التحديات"

حجم الخط

 


سمير السعد 


في عالمنا المعاصر، وبين أروقة السياسة والتحولات الجغرافية، تظهر الأزمات والضغوطات كجزء لا يتجزأ من حياة الأمم والشعوب. ولكن وسط هذا المشهد المتشابك، تبرز غزة وحزب الله كرمزين لا يُهزمان للمقاومة والصمود، يقودان جيلاً من الأبطال الذين يعيدون صياغة معاني القوة والعزيمة.

غزة رغم الحصار ذلك الشريط الضيق الممتد على شواطئ المتوسط، تعتبر نموذجاً استثنائياً للصمود. منذ سنوات طويلة وهي تحت حصار مستمر، وتتعرض لهجمات متتالية، ولكن أهلها وأبطالها يقفون كالصخرة أمام محاولات التركيع. جيل الشباب في غزة، رغم اليأس المفروض عليهم من الخارج، يظهر بصلابة نادرة، يواجهون الموت والدمار بإصرار على الحياة والحرية.

الهجمات المتكررة لم تقتل الروح، بل على العكس، نرى جيلاً متمرداً على الاستسلام، يحمل في قلبه شعلة النضال ويمضي قدماً في طريق الحرية، رغم التضحيات الهائلة 

"مقاومة عنيدة في وجه العدو"  على الضفة الأخرى من العالم العربي، يظهر حزب الله كقوة لا يُستهان بها في مواجهة الأعداء. منذ تأسيسه، حمل هذا التنظيم على عاتقه مسؤولية حماية لبنان ومقاومة الاحتلال الصهيوني . استطاع الحزب، بقيادة أفراده وقادته، أن يُثبت نفسه كأحد أقوى الفصائل المقاومة في المنطقة.

رغم الحصار السياسي والعقوبات المفروضة على لبنان، فإن حزب الله استمر في تعزيز قدراته العسكرية والسياسية. المقاتلون في صفوف الحزب يظهرون كأبطال لا يقهرون، يحملون راية النصر في كل معركة يخوضونها. الصمود أمام العدوان، والإصرار على حماية لبنان، جعل من الحزب رمزاً للعزة والمقاومة.

جيل "من العزة والعناد"  في كلتا الحالتين، نرى جيلاً متميزاً في غزة ولبنان، جيلٌ “مريدُ البأسِ جبّارٌ عنيد”، ينهض من قلب اليأس، ويعيد تعريف معاني البطولة. هذا الجيل لا يعرف معنى الانكسار أو الهزيمة. تربى على التضحية والولاء، ويواصل طريق النضال بأمل وعزيمة لا تلين.

بينما تتواصل التحديات والصعوبات، يثبت هذا الجيل أن الأمل ليس مجرد شعور عابر، بل هو سلاح فعال في مواجهة الظلم والاستبداد.

في مواجهة عالم يزداد تعقيداً وتنافساً، تبقى المقاومة والصمود مفاتيح بقاء الشعوب الطامحة للحرية والكرامة. جيل غزة وحزب الله ليس فقط رموزاً محلية للصمود، بل هم إشارات للعالم بأسره حول ما يمكن أن تحققه الإرادة الحديدية والإيمان بالقضية.

أحد الجوانب التي تبرز في غزة هو الإبداع في إيجاد حلول لمواجهة الأزمات. رغم الحصار الاقتصادي والسياسي، نجح أهل غزة في تطوير قدرات ذاتية في مجالات عدة. من بناء الأنفاق لتجاوز الحصار إلى تطوير صواريخ محلية الصنع، استطاع هذا الجيل أن يثبت للعالم أن العزلة لا تعني الانكسار.

الشباب في غزة تحدوا اليأس، وأنشأوا مشاريع صغيرة، وبادروا في مجالات التقنية والعلوم، فأصبح التعليم والتطوير الذاتي سلاحاً بيدهم لمواجهة ما لا يمكن مواجهته بالقوة العسكرية وحدها. هذا التوجه يبعث رسالة مفادها أن المقاومة ليست فقط بالبندقية، بل بالعقل والإبداع أيضاً.

في نفس الوقت يأتي دور حزب الله بتطبيق استراتيجيات مختلفة لمواجهة التحديات التي تواجه لبنان، سواء من العدو الخارجي أو الضغوطات الداخلية. تكيف الحزب مع الأوضاع المتغيرة في المنطقة، واستفاد من التحالفات الإقليمية لدعم موقفه وتعزيز قوته.

العمل السياسي والتكتيكي للحزب أتاح له التفاوض عندما يتطلب الأمر، واستخدام القوة حين يكون الصراع هو الخيار الوحيد. ولكن ما يجعل حزب الله مميزاً هو قدرته على تحفيز الشعب اللبناني، وخاصة أبناء الجنوب، للتكاتف حول قضية المقاومة. هذا التضامن الداخلي أسهم في تعزيز صمود الحزب رغم الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة التي يمر بها لبنان.

" إرادة لا تقهر " ما يجمع بين غزة وحزب الله هو الروح التي لا تهزم. في كل مرة يحاول العدو أن يوجه ضربة قاضية، يعود هؤلاء الأبطال للوقوف على أقدامهم، أقوى وأكثر إصراراً على مواصلة الطريق. هذه الإرادة القوية هي ما يجعل من الصعب على أي قوة خارجية أن تفرض عليهم الاستسلام.

جيل الشباب في كلتا الجبهتين أثبت أن الصمود ليس مجرد فعل فردي، بل هو فعل جماعي يتطلب التعاون والتضحية من الجميع. من مقاتلين ومدنيين، ومن رجال ونساء، الكل يعمل من أجل قضية مشتركة، ويؤمنون أن الانتصار هو مسألة وقت وصبر.

"الأمل في المستقبل " على الرغم من القسوة التي يعانيها الشعب الفلسطيني في غزة والضغوط المستمرة على لبنان، يبقى الأمل حاضراً في نفوسهم. ما يميز هذا الجيل هو الإيمان بأن العزة والكرامة لا تُمنح، بل تُنتزع بجهد وتضحية. في النهاية، هؤلاء الأبطال يمثلون جيل “جبّار عنيد”، سيواصلون النهوض من تحت الركام ليشكلوا المستقبل الذي يطمحون إليه، مهما طال الطريق.

فكما قالها الجواهري :

“سينهض من صميم اليأس جيلٌ

مريـدُ البـأسِ جبـارٌ عنيد”.

ذلك الجيل موجود اليوم في غزة ولبنان، وسيبقى شامخاً في وجه كل من يحاول أن يطفئ شعلة النضال.

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال