أمين السكافي (لبنان – صيدا) ||
الحرب الجارية اليوم بين المحور بكل أطيافه وبين العدو الإسرائيلي ومن وراءه من حلفاء معلنين وآخرين غير معلنين، قد وصلت إلى عنق الزجاجة كما يقال. فالحرب التي يشنها العدو على لبنان عامة وجنوبه خاصة هي حرب بدون أفق، فهو يريد أن ينتصر سياسياً ويحصل على مطالبه دون أن يجازف بتكبد الخسائر، وهذا ما لا يستقيم بعلم الميدان وارتباطه في السياسة والمفاوضات.
الكيان الغاصب دخل هذه الحرب مرغماً، وبعد سنة من الاشتباك اليومي بينه وبين حزب الله، والتي كانت تحتد حينا وتهدأ حينا.
لم يتوقف العدو عن إرسال تهديداته مباشرة عبر وسائل الإعلام أو من خلال موفدين من شتى العواصم، ولكنه كان يسمع نفس الجواب بأن توقف جبهة الجنوب رهن بإيقافها في غزة، وعندها فقط ستتوقف كل الجبهات من اليمن إلى العراق إلى الجمهورية الإسلامية في إيران.
لذلك كانت بداية هجومه متوحشة، حيث وصل عدد الشهداء إلى أكثر من ألفي شهيد وعدد أكبر من الجرحى وكمية دمار هائلة إن في ضاحية بيروت الجنوبية أو في الجنوب اللبناني.
وكان قبلها قد قام بعملية البيجر وبعدها استهداف الأمين العام للحزب سماحة السيد نصرالله ليحصل إرباكاً للحزب يتوجه نتنياهو بانتصار سريع ويحصل من الحزب على وقف لإطلاق النار دون الغرق في مستنقع جبل عامل.
تخطيطه جيد ولكن للأسف لم ينجح. فصحيح أن السيد ذهب، ولكن بقي نصر من الله والمقاومة أوعى وأكبر وأعظم من أن يصيبها إرباك.
هذا ما حصل في مناطق التماس مع العدو على حدود فلسطين المحتلة. فالعدو لم يستطع أن يتقدم أو يبقى لأن المقاومة كانت في أعلى جهوزية من شاطئ الناقورة وصولاً إلى مزارع شبعا.
فالمسألة وإن كانت غير بسيطة، ولكن إذا استشهد الأمين العام ننتخب غداً أو بعد غد أحداً من رفاقه أو تلامذته أميناً عاماً. هذه الغارات التي شنها العدو تحفظها المقاومة عن ظهر قلب منذ عقود.
هنا أسقط في يده، إذ فتح على نفسه جبهة أخرى وهي كميات ونوعية الصواريخ التي تستهدف يومياً حيفا وعكا وصفد ومناطق أخرى. ولكن العدو يريد الاشتباك مع إيران ليحشد تحالفاً دولياً ضدها، ولذلك يركز في إعلامه على إيران بينما الشارع الإسرائيلي كل همه الصواريخ التي تسقط على رأسه من لبنان واليمن وصولاً إلى العراق.
هل سينجح في جر إيران إلى مواجهة تضعها في وجه المجتمع الدولي؟
هذا هو السؤال عن ماهية الرد الصهيوني وكيفيته وحجمه، وبناءً عليه يبنى على الشيء مقتضاه. إسرائيل لا تريد أن تضيع في لبنان وهذا ليس هدفها. وللتأكيد لم تدفع حتى الآن سوى بجزء يسير من قواتها وهمها الأكبر التقاط الصور. ولكن العض على الأصابع قادم وسنرى من يصرخ أولاً.
الحمد لله نحن لنا ملء الثقة بمقاومتنا ومطمئنون أنهم أعدوا لكي شيء، والباقي النصر المرتقب الذي وعدنا فيه من رب العباد.