جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 


محمد صالح حاتم ||

ما أن تحط قدميك مدينة الجبين عاصمة محافظة ريمة حتى تشعر وكأنك تجاور القمر وتعانق الشمس و تسكن بجوار السحاب.

الجبال تحتضنها من كل جانب، وتتعمم بالضباب على رؤسها، بيوتها لؤلؤ ابيض مطرزة في جيد حسناء جميلة، الخضرة تكسو جبالها، وشعابها، لاتجد فيها بقعة جدباء.

اشجار البن وثمارها مرجان احمر تتدلى من حورية البحر ذات الجمال الفائق.

كانت الزراعة وتربية الثروة الحيوانية هي اللغة الابرز والسمة الأجمل في كل شبرٍ من ارضها الخضراء.

اثناء تدشين حصاد البن الريمي في عزلتي شعبون، وعدّن طفنا بحقول البن فيها، وجدنا مالم نكن نتصوره، ومالم يتخيله العقل، غابات البن من اسفل الوادي إلى رأس الجبل والتي تتزاحم بأشجار البن العديني والتفاحي، اشجار معمرة تأكد هوية وعبق التاريخ، وارتباط شجرة البن بحضارة وهوية الإنسان اليمني.

وانت تشاهد شموخ جبال ريمة وعظمتها،والتي تنجسد في عنفوان وكبرياء وعزة ابنائها وجوة المزارعين وعزتهم وكبريائهم وابتسامة الاطفال وبرائتهم ممزوج بالشموخ والعطاء والتضحية والفداء.

كانت المبادرات المجتمعية تحكي عن نفسها تجدها في كل مكان.. طرقها المرصوصة بالاحجار، وخزاناتها وبركها تروي قصة قارون، كانت الانهار تجري في وديانها ماءٌ عذبٌ زلال سلسبيل يروي ظماء العطشان

وللكرم وحفاوة الاستقبال قصة اخرى ستحكيها لنا كرم وجود وطيبة نفس ابناء الحبين، والتي جادت بكل مالذ وطاب من خيرات أرضها.

كانت السيارة تتأهب للرحيل عن الجبين، والنفس تقول هل حان الرحيل وترك قطعة من جنة الدنيا، والعودة إلى صخب المدينة وضجيجها.

حاولنا أن نقنع انفسنا بالتحرك ووداع مدينة الجبين بجبالها وخضرتها ونسيم هوائها.

فسلامٌ على ريمة الشمّاء واهلها، وللجبين الف تحية مقرونة بالود والمحبة على آمل العودة اليها في القريب العاجل..


تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال