قيس العجرش ||
تقول ويني مانديلا
صار للشرطة صلاحية التوقيف وفق قانون الإرهاب، ان يحتفظوا بالموقوف 4 شهور، الى غاية أن يحصلوا على اعترافات ( مُرضية ) منه.
أما اعتقالي في آيار 1969 فيعني بالنسبة لي طرقات على الباب بعد منتصف الليل عندما يكون كل شيء ساكناً، ويعني انه يحق للشرطة قراءة كل ورقة في البيت، والتفتيش تحت الاسرة، ورفع اولادي من فراشهم وتفتيشه، بينما هم يصرخون، ويلجأ اثنان من الشرطة الى ربطهم بأشرطة مطاطية.
بينما سحبوني من عنقي الى باحة المنزل، واختاروا شجرة ليرموني تحتها على وجهي.
ومن باب الامعان في الاهانة، كان احد رجال الشرطة يأمرني بأن اباعد بين رجلي، ليفتشني بالهراوة.
اخرجوا كل مادة غذائية في المنزل، وسكبوها على أرضية الاستراحة الخارجية.
وحين اقتربت جارتي وشقيقتي من المنزل لتكون مع الاطفال، امروها بخلع ملابسها على سبيل التفتيش، وكانوا يلمسونها بالهراوات في كل انحاء جسمها، بالضبط مثل ما فعلوا معي.
الرجل العنصري الابيض، رغم انه لا ينظر إلينا كبشر في العادة، إلّا أنه يتحول الى حيوان مضطر لإهانتنا في ( آدميتنا ). عندها تحدث مفارقة طالما ضحك منها
نيلسون مانديلا. ويكرر على الشرطة : لا داعي ان تكونوا مثل الحيوانات، المفروض في عرفكم نحن الحيوانات وانتم البشر، فلماذا تقلبون المعادلة ؟، ويضحك كثيراً.
من كتاب ( ويني مانديلا ) ( شيء من روحي مضى معه )
