آزاد محسن
تاريخ مصر الحديث يحمل في طياته فصولاً من البطولة والخيانة، ومن الصمود إلى الاستسلام، حيث يُعتبر جمال عبد الناصر أحد أبرز الرموز العربية في مواجهة الكيان الإسرائيلي. كانت فترة حكمه تتميز بوضوح الرؤية في الصراع العربي الإسرائيلي، حيث سعى إلى بناء جبهة قوية لمواجهة التحديات التي مثلها الكيان الغاصب. كان ناصر يتبنى سياسة مواجهة شجاعة، وقدم الدعم لحركات التحرر في فلسطين، كما شارك في حروب مباشرة ضد الاحتلال، حيث كان قريباً من تحقيق النصر.
كانت قمة التوتر بين العرب وإسرائيل في حرب 1967، والتي تُعد نقطة تحول في التاريخ العربي. ورغم الهزيمة، ظل عبد الناصر رمزاً للصمود والتحدي، مكرساً جهوده لتوحيد العرب وتعزيز مكانة مصر كقائد في العالم العربي.
ومع مرور الزمن، جاء عهد عبد الفتاح السيسي، الذي اتسم بتوجهات مختلفة بشكل جذري. لقد وُصفت سياسات السيسي بالتخاذل، حيث اعتبرت مواقفه تجاه الكيان الإسرائيلي انعكاساً لعصر من الاستسلام والتساهل. السماح بعبور البارجات الحربية الإسرائيلية من قناة السويس، وهي تتجه نحو قتل الأطفال والنساء في غزة، يُظهر حجم الانحدار في السياسة المصرية، ويثير التساؤلات حول مدى التفريط في حقوق الفلسطينيين.
هذا التناقض بين فترتي عبد الناصر والسيسي يعكس عدم الاكتراث بمصالح الأمة العربية. بينما كان عبد الناصر يواجه التحديات بصلابة، يسعى السيسي إلى الحفاظ على السلطة عبر استرضاء الكيان، متجاهلاً دماء الأبرياء ومعاناة الشعب الفلسطيني.
إن التخاذل الحالي يُعد خيانة للأمة العربية، وهو أمر لا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال. إن دعم السيسي للكيان على حساب حقوق الفلسطينيين ودمائهم يُعتبر تراجعاً خطيراً عن المبادئ التي دافع عنها عبد الناصر، مما يستدعي وقفة حقيقية من الشعوب العربية لاستعادة المبادئ الأساسية للعدالة والكرامة.
متى ستصحو الأمة العربية من سباتها وخذلانها؟
