جهاد النقاش ||
يحيى بحياته
ويموت بموته
فإنّه سيتوقف إذا غادر..
هكذا كنت أنت،
رجل بزمان كامل،
تُحسب الأعمار والمواقف بك.
أيها القادم من زمن الأنبياء
تحمل فأس إبراهيم
وفي أصابعك ينابيع موسى
تُحيي الميت من الكرامة
وتخلق من الطّين شهامة
عشقنا في وجهك وجه عليّ،
وبسماحتك الحسن،
وبرفضك الحسين،
فكنت حقا نصر الله لنا.
ياه كم أحرجت ملوكا،
وأرقت رؤساء وسلاطين..
وكم صنعتْ شجاعتُك
ما عجزت عنه جيوش..
وكم فضحتْ سبّابتُك
خنوع جامعة دول!
لم تكن مثلهم، ولم تخلق لزمانهم
وإن خلقوا هم في زمانك
فقد كنت رجلا.. وهم غلمان..
وكنت سيدا.. وهم عبيد..
في عهدك ولّى زمن هزائمهم..
فكرهوك وأحببناك،
وحسدوك وفضّلناك..
وشمتوا بقتلك وندبناك..
كنت حجّة للإسلام،
وحجّة على المسلمين..
في زمن اجتماعهم على الرّاقصات في بلاد الحرمين، وتفرّقهم عن نصرة المستضعفين..
بفقدك فهمنا معنى:
(مصيبة ما أعظمها وأعظم رزيتها) ..
وإنّما قُتلنا نحن.. وأنت حييت..
وندبنا خسارتنا نحن.. وأنت فزت..
فوآ وجعاه.. ووآ غربتاه..
ووآ حسناه..
وما أصدق ما قيل:
تبكيك عيني لا لأجل مثوبة
لكنّما عيني لأجلكَ باكية