جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف الحرية ومخاطر تجاوز ممارستها..!

الحرية ومخاطر تجاوز ممارستها..!

حجم الخط

 


مانع الزاملي ||


ما زال مفهوم الحرية محل اختلاف واجتهاد بين الباحثين في جميع المجالات الفكرية والعقدية والسياسية والاقتصادية القديم منها والجديد في تحديد مفهومه ولكل منها مفهومه وتصوره لتلك الحرية .

ومعنى الفكر أو التفكير في التعريف الاسلامي للحرية أن يجعل الانسان لايمكن أن يفكر خارج سلطان العبودية لرب العالمين في فكره وتصوراته وتأمله لما حوله . أو كان الفكر اتباع لهوى قال تعالى (فإن لم يستجيبوا لك فاعلم إنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) ((سورة القصص آية 50))

وعليه فإن المجتمع المتحرر هو الذي تخلص من داخله من الانسياق وراء شهواته وغرائزه ورفضه أن يكون عبداً لغير الله في نظرته للحياة. والحرية كما عرفها اعلان حقوق الانسان في بداية الثورة الفرنسية عام 1789م.

هي حق الفرد في أن يعمل كل ما لا يضر الآخرين .

كما أن الحريه في الاسلام تقوم على مبدأ لا ضرر ولا ضرار ومكفولة ما دامت على نطاق حفظ الدين والعبادات والاخلاق فإذا فقدت الحرية تلك الحدود أصبحت اعتداء وجب وقفها واعادتها الى وضعها السليم.

والحرية في النظام اليوناني تختلف عن مفهوم الحرية لدى مفكري الثورة الفرنسية وهي تختلف عن الحرية في القرن الواحد والعشرين عن الحرية في الثورة الماركسية كما أنها تختلف عن الحرية في الفلسفة الرأسمالية وتختلف باختلاف ثقافات الشعوب والمجتمعات. أما الفكر فهو نتاج عملية التفكير وهو مجموعة الاساليب التي يتبعها العقل لمعرفة السبب واكتشافه .

وعرف الفكر بأنه اسمى صور العمل الذهني بما فيه من تحليل وتركيب وتنسيق ويطلق الفكر بوجه عام على جملة النشاط الذهني من تفكير وإرادة ووجدان وعاطفه .

وهو ثمرة جهد بشري لابد أن يتسم بالقصور لذا فإن الحرية الفكرية تعني تفعيل العقل في تعليل كافة الظواهر في الحياة للوصول للحقيقة المجردة بعيداً عن المؤثرات العاطفية وتدخل عوامل خارجية بالارهاب أو بالاغراء بغرض تحقيق مصالح راجحة ودرء مفاسد عظيمة.

ويحسب للاسلام باعتباره عقيدة معصومة بأنه لم يسجل في تاريخه موقفاً مناقضاً للعقل بل يجعل من العقل مناط التكليف ومن التفكير منهجاً للإيمان والتصديق والنقد للذين عطلوا عقولهم عن التفكير ونعتهم (بأنهم كالأنعام ) والتفكير في الاسلام يصل الاشياء ببعضها البعض فهو يصل الجسد بالروح والدنيا بالآخرة في حالة من التناسق والتوازن ويعمل لإسعاد الجسد كما يعمل لإسعاد الروح بما ينسجم مع العقل والفطرة السليمة ويوازن بين المصلحة والمفسدة وهذا هو سر انتفاء النزعة الشاذة في التفكير منه مثل النزعة الارهابية لان الارهاب ما هو الا نتاج اختلال في التوازن الفكري للانسان يودي به في نهاية الأمر الى إرباك المجتمع بأفعال ضارة تمس أمنه وسلامته.

فالإرهاب يعتمد على صور متعددة مثل استخدام القوة أو العنف أو التهديد أو الترويع التي يلجأ اليها الشخص في تنفيذ مشروعه الاجرامي سواء كان فردياً أو جماعياً بهدف الاخلال بالنظام العام أو تعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر وهذا يعد خللاً في التفكير لدى من يتزعم الارهاب وفكره.

ولأن الفكر كغيره من التصرفات الانسانية تعتريه حالات من الشطط والانحراف عن قيم المجتمع أو الانفلات عنها تماماً .

ما من مجتمع الا وله ثوابت وأسس يقيم عليها حياته ويرى في المساس بها خطراً على وجوده لذا لابد أن ينظم المجتمع قواعد للتعايش تحفظ لكل فرد حقه في الحياة حتى يتحقق له الأمن في نفسه وأهله.

أن مفهوم الأمن في الاسلام يتسع ليشمل كل ما تعنيه هذه الكلمة من مدلول بما في ذلك الأمن الفكري في الحياة الدنيا وما يترتب عليه من أمن نفسي وبدني في الحياة الاخرة لأن نظرة الاسلام الى الأمن لا تأتي من الفصل بين الحياتين وانما الوصل بينهما . قال تعالى (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون).

بهذا نفسر أهمية الأمن وشموليته فيما بين الانسان ومجتمعه، وأمن الناس لايخص فقط التفجيرات واطلاق العيارات النارية ولا المشاجرات ، بل هناك امور تقوض امن وسلامة المجتمع تحت يافطة الحرية، كثير من الممارسات ليست محرمة شرعا لكن العرف يستهجنها، ان لبس سروال قصيرا مايسمى ب( البرمودا) ليس حراما لكن العرف يستهجنه لانه يكشف جزء من جسد الشاب الذي قد يكون لبعض الناضرين مقدمة للحرام ومقدمة الحرام حرام ،

لك الحرية في الاستماع من خلال الصوتيات المتداولة ، لكن ليس من حقك ان تؤذي الاخرين حتى وان كان الصوت دينيا وشرعيا، لان المجتمع المجاور لك لايخلو من مريض او سهران ليله في العمل ويرغب بالاستراحة فلاينبغي ان تجعل من رغبتك وهوايتك مصادرة لحريات الاخرين !

ولك ان تقيس على هذا كل المباحات وكيف تحددهاظروف الاخرين او التزاماتهم ، الحرية مفهوم جميل لكن لاينبغي ان نجعلها سلما للتجاوز على العفة وسلامة المجتمع، وحتى بعض مظاهر الانوثة التي يبدو عليها بعض المرضى من الشباب تعتبر ممارسة غير محببة في مجتمع محافظ ومتدين ومتابع لسلوك اهل البيت عليهم السلام ،

فالمظهر يحكي عن الشخصية كما الكتاب يُعرف من عنوانه ، اذن علينا ان نؤطر سلوكنا بأطار يتناسب مع ديننا وعرفنا ، ان تحديات الاعداء لنا ليست عسكريةفقط بل الاخطر منها الحرب الفكرية التي تجعل من الشباب يلتصق بقيم غريبة وطبيعي ان الاعداء ينفقون المليارات لكي يهزموننا فكريا وهذا هو اخطر مجالات التحدي .

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال