ازاد محسن
حزب الله هذا الكيان الذي ولِدَ من رحم المقاومة اللبنانية لطالما كان هدفاً للعديد من المحاولات الفاشلة من قبل أعدائه سواء على المستوى المحلي، أو الإقليمي، أو الدولي في تاريخ الحزب الكثير من المحطات التي تروي قصة صمود لا ينكسر أمام المؤامرات والحروب التي تُحاك ضده في هذا المقال سنعود قليلاً إلى الوراء لاستعراض أبرز محطات المقاومة والتحديات التي واجهها الحزب والتي أثبتت أنه لا يُهزم مهما تكالبت عليه الأزمات.
في عام 1982 شنَّ العدو الإسرائيلي عدواناً على لبنان في محاولة لإنهاء المقاومة الفلسطينية وحركات المقاومة اللبنانية وكان حزب الله أحدى الأهداف الرئيسية استهدفت إسرائيل من خلال هذا العدوان ضرب المقاومة اللبنانية بكافة أشكالها؛ إلا أن نتيجة الحرب كانت عكس ما أراده العدو فعلى الرغم من أن العدوان العسكري الضخم لم تستطع إسرائيل كسر عزيمة حزب الله بل خرج الحزب من هذه الحرب أكثر قوة وصلابة حاملاً راية المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
في عام 1992 اغتالت إسرائيل الأمين العام لحزب الله آنذاك الشهيد السيد( عباس الموسوي) في محاولة لتوجيه ضربة قاسية للحزب، وإضعافه لكن ما حدث بعد ذلك كان مفاجئاً؛ فبدلاً من تراجع الحزب جاء من بعده أمين عام أقوى وأشد بأساً في شخص (السيد حسن نصر الله) الذّي قادَ الحزب إلى انتصارات متتالية؛ اغتيال الموسوي لم يكن إلا دافعاً إضافياً للحزب ليواصل مسيرته نحو التقدم والنصر.
عام 2005 تعرضت لبنان إلى صدمة كبيرة باغتيال رئيس الوزراء الأسبق( رفيق الحريري) في تلك اللحظات العصيبة حاول الأعداء توجيه التهم لحزب الله بهدف إشعال الفتنة الطائفية في لبنان والتفريق بين المكونات اللبنانية، ورغم تلك الاتهامات الا انهم فشلوا في زعزعة استقرار لبنان ووحدة شعبه إذ اثبتَ و بجميع فئاته تمسكه بالوحدة الوطنية ورغم محاولات التفريق بقيّ حزب الله جزءاً أساسياً من نسيج المقاومة اللبنانية.
في صيف 2006 شنت إسرائيل حرباً واسعة على لبنان بهدف القضاء على حزب الله كان الهدف الإسرائيلي واضحاً: تدمير الحزب وتقويض قدراته العسكرية، لكن النتيجة كانت مفاجئة حيث خرجت إسرائيل مهزومة بعد أن تكبدت خسائر فادحة في الأرواح، والمعدات، وأما المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله صمدت بشجاعة وأثبتت للعالم أن هذا الحزب لا يُقهر ولا يُمكن كسره بالقوة العسكرية.
في أعقاب الحرب انطلقت محاولات أخرى للنيل من استقرار لبنان ومن تلك المحاولات التفجير المدمر لمرفأ بيروت في عام 2020 كانت هذه التفجيرات جزءاً من خطة لتدمير البنية التحتية اللبنانية وتقويض الاقتصاد الذي يعاني من مشاكل داخلية كما شنت بعض الدول الخليجية حملات اقتصادية ضد لبنان من اجل تحجيم دور حزب الله في السياسة اللبنانية ولكن رغم هذه الضغوط بقيّ الشعب اللبناني صامداً وواصل حزب الله جهوده في مواجهة الأزمات الداخلية والخارجية.
بعد اغتيال عدد من القادة العسكريين والسياسيين لحزب الله أبرزهم الشهيد( عماد مغنية) و(الشهيد مصطفى بدر الدين) إلا أن الحزب لم يرضخ للضغط ولم ينكسر على العكس استمرت المقاومة على نهجها ثابتة في مسيرتها وزادت قوتها في الميدان محاولات اغتيال القادة لم تكن سوى وقوداً جديداً لنار المقاومة التي لا تزال تضيء طريق النضال.
وفي آخر محطات المؤامرات التي تعرض لها حزب الله تأتي محاولة اغتيال سيد المقاومة سماحة( السيد حسن نصر الله) سيد المقاومة وصانع انتصاراتها إن اغتياله كان هدفاً يسعى العدو من خلاله إلى كسر إرادة الحزب وإضعافه لكن رغم هذه المحاولات فإن حزب الله لم يتأثر بل ازداد قوة وصلابة وكلما زادت الضغوط عليه ازداد إصراره على المضي في مسيرته التحريرية فأستشهاد سيد المقاومة لن يكون سوى دفعة جديدة للحزب الذي بات اليوم أكثر صلابة في مواجهة الأعداء، وأكثر استعداداً لمواصلة طريق النضال بعزيمة لا تلين وذو بأس شديد على العدو.
منذ نشأته وحتى يومنا هذا، أثبت حزب الله أنه لا يُهزم مهما تكالبت عليه المؤامرات والحروب كلما شُنت عليه حرب أو محاولة اغتيال ازدادت عزيمته وتراصت صفوفه. كانت حرب 1982 بداية مقاومة لا تنتهي اغتيال السيد( عباس الموسوي) كان دافعاً لتصعيد المقاومة وحرب تموز 2006 كانت مواجهة بطولية للمقاومة التي أسقطت الهيبة الإسرائيلية وحتى في ظل الأزمات الاقتصادية والحملات الإعلامية التي تستهدف الحزب ظل الحزب صامداً وقوياً وواصل رسالته في مقاومة الاحتلال والطغيان.
اليوم، وبعد كل ما مرَّ به حزب الله، من اغتيالات واتهامات وحروب سيبقى رمزاً للمقاومة الحقيقية ضد العدوان، ورمزاً لصمود الشعب اللبناني الذي لا ينكسر.