محمد علي اللوزي ||
تمتلك المقاومة مقدرات هائلة وممكنات النصر توثيقية عالية، إذا ما استطاعت العمل بها وسخرتها في الاتجاه المقاوم.
ولعل اليمن في طليعة دول المقاومة القادرة على انجاز مهام تاريخية تحقق غايات مثلى للأمة، وتعيد لها حضورها الكبير والفاعل، والقادر على لجم الصهيو أورو امريكي واتباعه من دول البترو دولار.
وإذا فإن النظر الى هذه المقدرات وممكنات النصر، يحتاج الى وقفات فاحصة، ودارسة قادرة على فهم أبعاد الموقع الجغرافي كنافذ الى باب المندب، وله اليد الطولي الى مضيق هرمز،
وفق تحضير مسبق لخطط مدروسة قابلة للتنفيذ، ومن منطلق إيماني راسخ ومتجذر في عقل ووجدان كل مواطن يمني، باعتبار المعركة مصيرية، وهي بين فسطاطي المقاوم دفاعا عن دينه وعرضه ووجوده، وبين مغتصب أرض دخيل وعبدة شيطان يعبثون بثروات الأمة ويسخرونها في مجون ورفاهية مبتذلة، تستدعي من كل مقاوم إيماني خوض معركة الانتصار لقضايا الأمة، دونما هوادة وعلى وجه السرعة.
والحقيقة لقد بغى وطغى العدوان على هذه الأمة، وحصد الكثير من الأرواح، ودمر منجزات حيوية ما كان له أن يتجرأ على فعل شيء من ذلك، لولا العملاء والخونة من ابناء هذه الأمة، ممن قبلوا بأن يكونوا في فلك الاستكبار العالمي.
على المقاومة إذا: أن تصعد من حربها، وتعلن كامل النفير، وتفتح أبوابا لمناجزة تاريخية لا تقبل التأجيل،و بروح إيمانية واقتدار عسكري، وتسخير كل مالديها من امكانيات لخوض هذه الحرب، واعلان النفير العام، والقبول بالمعركة الفاصلة.
فالعدو يترنح واعجز من اي وقت مضى في الصمود أمام نيران المقاومة.
إنه اليوم يعيش حالة أحباط شديدة، وإنهاك لم يعهده من قبل مهما ساعده او اشترك معه الاورو امريكي في هذا العدوان.
لقد شل الاقتصاد الصهيوني وانهار بنسبة غير عادية، وفقد الشيكل الاسرائيلي 25٪ من قيمته، وتعطلت موانيء ومطارات وحركة سياحية، وهاجرت عشرات الالاف من الشركات الاستثمارية،
وشرد عشرات الألاف من مستوطناتهم، وانهك الفرد الصهيوني وعجز عن الفعل السياسي والعسكري، وتمرأ الكيان الصهيوني امام العالم، باعتباره كيانا نازيا مجرما، خارجا عن القانون الدولي، ورأسه مطلوب لمحكمة العدل الدولية.
أمام هذه الفجائعية التي يعيشها الكيان الصهيوني، يغدو التصعيد مسألة لا تقبل التأجيل والانتظار الى مالذي يستجد!!.
اليمن في هذا المنحى تستطيع ضمن مسارها التصاعدي الانتقال الى المرحلة السادسة، بمنع مرور اي ناقلة نفط الى العالم.
هنا فقط يضطرب الاقتصاد الكوني، ويعيش الغرب أخطر مرحلة وجودية تستهدف ضربه في الصميم اقتصاديا، ولن يقوى على الاطلاق البقاء لمدة اسبوع واحد في مواجهة هذا الطاريء المخيف.
سيما وثمة تحركات مهمة عالميا ف(كوريا) الشماليةتعلن المواجهة مع جارتها الجنوبية، و(الصين) تصعد في اتجاه (تايوان)، و(روسيا) تضرب (اوكرانيا)، و(أمريكا) بين كل هذا مشتتة، غير قادرة على لملمة الفوضى التي صنعتها لتقع فيها.
وإذا هل تهتبل اليمن الفرصة السانحة ومعها المقاومة لتصعيد مفتوح على كل الاحتمالات؟!
هل تنطلق من موقعها الجغرافي لاغلاق المنافذ البحرية، ومنع مرور اي ناقلة نفط؟!. وهل تقدم المقاومة على تهديد اقتصادالبترودولار، واعلان المواجهة، وقصف كل مطارات وموانيء دول الخيانة ومواقع الابار النفطية؟!.
إن ممكنات يوم (القيامة) قابلة لأن تحققها المقاومة، وتنجز النصر بإيمان راسخ ودفاع عن حق مغتصب لاسترداده.
الواقع إنهم يرونه بعيدا ونره قريبا، وإن تحولات خطيرة ستفاجئنا بها الأيام القادمة. فالمعركة وجودية لا تقبل التسويف، والعدو في أوهن قوته واضعف من ان يواصل المعركة، والحق اقوى وأقرب لتحقيق النصر.
ولعل الأيام تترجم ذلك في القريب العاجل.