المحامي عبد الحسين الظلامي ||
ليس المشكلة في تغير الحكم في سوريا ولا كيفية التغير وكم يوم استغرق ، المشكلة تكمن بمن هو البديل واي نوع من انواع الحكم سيحكم سوريا ومن يقف وراء هذا الحكم ومن يدعمه ؟ هنا تكمن المشكلة ،
التغير في سوريا لم يكن عبر انقلاب عسكري يتصدر الجيش فيه الحكم ليكون واضح او انقلاب حكم داخلي من داخل النظام بل تغير جاء عن طريق معارضة متعددة الاتجاهات والقيادات والارادات ومتعددة الولاءات ، رغم طابعها اسلامي متعصب ينتمي البعض منها الى تيارات كانت الى جانب القاعدة وداعش والنصره
وهذا يعني ان البديل سيكون مر على الجميع حتى على الذين دعموا وساندوا التغير لكون التيارات والاحزاب والجماعات التي اقتربت من السلطة في سوريا متعددة الاتجاهات الفكرية والدينية والقومية وبذلك يصعب اتفاقها على صيغة معينه للحكم وحتى وان اتفقوا مرحليا سوف يختلفون بحكم المصالح والولاءات المختلفه .
هناك ثلاث احتمالات :
الاول تكرار السيناريو العراقي ( حكومة برلمانيه اتحاديه وسوف تعاني سوريا واهلها مثلما عانا العراقين .
الثاني تكرار سيناريوا افغانستان حيث يفرض اللاعبين الكبار مجموعه ائتلاف من القوى الصاعده يتراسهم اقوى الفصائل او التيارات
كما حدث مع طالبان مع وجود فارق في تكوين الواقعين السياسين في البلدين .
السيناريو الثالث هو السيناريو الليبي والذي يجعل كل تيار او فصيل يتمسك بالارض الذي هو فيها والقوى التي تقف خلفه .وهذا يعتبر اسوء سيناريو يمكن ان يكون هو الواقع بعد التغير .
لذلك سيصبح الوضع في سوريه صعب على الجميع بدا من تركيا الراعي الاول الى امريكا واسرائيل وكذا ايران والعراق والاردن ودول الخليج حيث اصبح الوضع اما قبول الواقع الذي يشير الى حكم يشبه حكم افغانستان او فوضى وقتال تشبه ليبيا وبالتالي او عدم استقرار يشبه العراق لفترة ليس بقصيره لكون الوضع العراقي له خصوصية ، لذلك يبقى احتمال الاتفاق على حكم او مرحلة انتقاليه صعب المنال في ظل التركيبة السياسية المسلحة لهذا القادم الجديد
متعدد الالوان والاشكال . ونرى ان مصلحة الكل داخل سوريا وخارجها ماعدى اسرائيل ان تشكل حكومة انتقالية متوازنه تمهد لكتابة دستور يحدد نوع الحكم وإجراء انتخابات باشراف دولي .
كل ما نتمناه ان تعبر سوريا واهلها هذا الامتحان
باقل الخسائر وخصوصا بالدماء التي سالت ابطحا في هذا البلد ، كفى ايتام وأرامل ، تذهب الحكومات وتاتي اخرى ويبقى اليتيم والارملة عيونهم للسماء وخصوصا اذا طفى على السطح لون من الوان الطائفية او القومية نتمنى ان يعي الكل الدرس في العراق وفي افغانستان وفي ليبيا وفي اليمن وفي البوسنه والهرسك كل ما نتمناه ان يكف البعض ايديهم عن سوريا لجعل اهلها اكثر حريه في اختيار لون الحكم وطبيعته في بلادهم والباقي كله يمكن اصلاحه.
اللهم احفظ سوريا واهلها انك نعم المولى ونعم النصير .