سمير السعد ||
أوهام الانتصارات الصهيونية ، انهيار الصورة في ظل الصواريخ اليمنية منذ عقود طويلة، يسوق الكيان الصهيونية لنفسه كقوة لا تُقهر، مستند إلى آلة عسكرية ضخمة ودعم دولي لا محدود.
كن الواقع أثبت أن “أوهام الانتصارات” هذه ما هي إلا فقاعات إعلامية تتبدد مع كل صاروخ ينطلق من سوريا، لبنان، أو غزة، والآن مع الصواريخ اليمنية التي دخلت على خط المعادلة.
تتباهى الصهيونية بضرباتها الجوية وعملياتها الاستخباراتية في سوريا ولبنان، محاولة ترسيخ فكرة “اليد الطولى”. ومع ذلك، لم تستطع هذه العمليات كسر إرادة المقاومة.
في غزة، أثبتت المقاومة الفلسطينية أنها قادرة على تحويل العدوان الصهيوني إلى كابوس دائم من خلال تطوير ترسانتها الصاروخية وإصرارها على مقاومة الاحتلال، مما جعل مفهوم “الردع الصهيوني ” موضع تساؤل.
جاءت الصواريخ اليمنية كإضافة نوعية في مشهد المقاومة ضد الهيمنة الصهيونية وحلفائها. بفضل الإرادة اليمنية المستندة إلى تاريخ طويل من الصبر والحكمة، تحوّلت من بلد محاصر إلى لاعب إقليمي يبعث برسائل القوة.
الصواريخ اليمنية، التي قطعت مسافات طويلة واستهدفت مواقع استراتيجية، كانت بمثابة إنذار للكيان الغاصب بأن دائرة المواجهة تتسع، وأن من ظنّ نفسه في مأمن بات يواجه خطرًا حقيقيًا.
ما يميّز المقاومة ، هو صمودها في ظل ظروف قاسية وحصار خانق. لم تنجح محاولات شلّ إرادتها أو كسر عزيمتها.
بل أظهرت هذه الصواريخ أن العقلية اليمانية قادرة على قلب الموازين، وأن “أبناء الحكمة” يستطيعون تحويل المستحيل إلى واقع.
بينما يستمر العدو الصهيوني في التفاخر بانتصاراتها المزعومة، تثبت المقاومة – من لبنان وسوريا إلى غزة واليمن – أن أوهام القوة لا تصمد أمام إرادة الشعوب.
لقد ولّى زمن الاستفراد بالشعوب المستضعفة، وحلّ زمن المواجهة الشاملة التي أربكت حسابات القوى الكبرى.
إن الرسائل التي تحملها الصواريخ ليست مجرد ضربات عسكرية، بل هي رسائل رمزية تُعبّر عن إرادة الشعوب في التحرر ومقاومة الاستبداد. فهي تؤكد أن الحصار والتجويع لا يستطيعان إخماد جذوة الكرامة، وأن الشعوب المقهورة قادرة على فرض معادلات جديدة تُربك أعتى القوى العسكرية.
“إعادة تعريف الردع”
لم يعد العدو المحتل قادرا على التحكم في قواعد الاشتباك كما كانت في الماضي. فقد أظهرت المواجهات الأخيرة أن الشعوب العربية والإسلامية لم تعد تقف موقف المتفرج، وأنها باتت تمتلك أدوات تمكنها من الردع الحقيقي.
اليوم، الصواريخ اليمنية تنضم إلى منظومة الردع الإقليمي التي تشمل المقاومة في لبنان، وفصائل المقاومة في غزة، وكل من يتحدى الهيمنة الصهيونية في المنطقة.
“الرهان على المستقبل”
التحولات الجارية تفتح الباب واسعًا أمام أفق جديد للمقاومة. ومع كل ضربة يتلقاها العدو الصهيوني ، يصبح واضحًا أن المستقبل ليس في صالحه ، بل في صالح شعوب المنطقة التي تستعيد زمام المبادرة.
ختامًا، إن صمود الشعوب – من غزة إلى صنعاء – يحمل رسالة واحدة واضحة ، “الحق لا يُهزم مهما طال الزمن، وأوهام الانتصارات الزائفة مصيرها الانهيار أمام إرادة حقيقية لا تعرف الاستسلام ” .
ولا شلّت أيديكم يا أبناء الحكمة اليمانية. أنتم الأمل والقوة التي تُعيد التوازن إلى معادلات المنطقة، وتثبت أن زمن الهيمنة المطلقة قد انتهى.