جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف لأردوغان..المنطقة في مهب الريح..!

لأردوغان..المنطقة في مهب الريح..!

حجم الخط

 


د. عائد الهلالي ||

في اتصال هاتفي مهم أجراه رئيس مجلس الوزراء العراقي، السيد محمد شياع السوداني، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تم التباحث حول التطورات الأمنية والسياسية في المنطقة، ولا سيما الوضع في سوريا وأثره المباشر على الأمن الإقليمي والعالمي. وقد سلطت هذه المباحثات الضوء على أهمية التنسيق المشترك بين العراق وتركيا، باعتبار أن الدولتين تشتركان في العديد من التحديات الأمنية والجغرافية التي تتطلب التعاون المستمر لضمان استقرار المنطقة وحمايتها من مخاطر التفكك والصراعات.

التحديات الأمنية في سوريا وتأثيراتها الإقليمية

شهدت سوريا في السنوات الأخيرة تدهورًا كبيرًا في الأوضاع الأمنية نتيجة الحرب المستمرة والصراع الداخلي بين القوى المختلفة، بالإضافة إلى التدخلات الخارجية التي أسهمت في تعقيد الوضع. هذه الأوضاع كانت لها تبعات سلبية على دول الجوار، وعلى رأسها العراق وتركيا. فقد عانى العراق من تداعيات التنظيمات الإرهابية التي نشأت نتيجة للفراغ الأمني في سوريا، والتي تمكّنت من التسلل إلى الأراضي العراقية، مما أدى إلى تهديد استقرار البلد.

في هذا السياق، أعرب السيد السوداني عن قلق العراق البالغ إزاء العمليات العسكرية في سوريا، مشيرًا إلى أن العراق لن يقف متفرجًا على التطورات الحاصلة في جيرانه المباشرين. كما شدد على أن العمليات العسكرية، ولا سيما عمليات التطهير العرقي ضد مكونات ومذاهب معينة في سوريا، تثير قلقًا كبيرًا، وتؤثر بشكل مباشر على الأمن العراقي. وأكد أن العراق سبق وأن عانى من تداعيات هذه التنظيمات المتطرفة التي اجتاحت مناطق في سوريا، ولا يريد أن يرى تكرارًا لهذا السيناريو الذي كلفه الكثير من الأرواح والموارد.

أهمية التنسيق المشترك بين العراق وتركيا

من خلال الاتصال الهاتفي، شدد رئيس الحكومة العراقية على ضرورة تعزيز التنسيق المشترك بين العراق وتركيا في مواجهة هذه التحديات الأمنية. فالمنطقة تحتاج إلى استراتيجيات موحدة لحماية الأمن القومي للبلدين والحفاظ على الاستقرار الإقليمي. وقد كانت هذه الدعوة للتعاون ضرورية، في ظل العلاقات التاريخية والجغرافية التي تربط البلدين، حيث يشتركان في حدود طويلة وعلاقات تجارية وأمنية وثقافية متشابكة.

وقد أشار السيد السوداني إلى أن التحديات الأمنية في سوريا تؤثر بشكل مباشر على الأمن العراقي، خاصة في ظل وجود تنظيمات إرهابية تسعى إلى استغلال حالة الفوضى لتوسيع نطاق سيطرتها. وفي هذا الإطار، أكد على أن العراق سيواصل بذل الجهود للحفاظ على أمنه الوطني، ولن يتردد في التعاون مع الجيران، لا سيما تركيا، لضمان تحقيق الاستقرار في المنطقة.

من جهته، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أهمية هذا التعاون، مشيرًا إلى أن تركيا تسعى دائمًا إلى دعم الأمن والاستقرار في المنطقة، وأن التنسيق مع العراق يشكل أولوية بالنسبة لأنقرة. وأوضح أن الوضع في سوريا يتطلب جهدًا مشتركًا لضمان عدم تفاقم الأوضاع الأمنية، خصوصًا في ظل وجود التهديدات الإرهابية والنزاعات الداخلية التي تزعزع استقرار المنطقة.

التحديات المشتركة وأفق التعاون المستقبلي

لقد أظهرت هذه المباحثات الهاتفية بين رئيس الوزراء العراقي والرئيس التركي أن هناك توافقًا كبيرًا بين البلدين على ضرورة التعاون الوثيق لمواجهة التحديات المشتركة في المنطقة. فلا يمكن لأي دولة أن تعيش في عزلة عن التأثيرات الإقليمية، خاصة في ظل الأوضاع التي تشهدها سوريا. وبالتالي، فإن التنسيق بين العراق وتركيا يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

كما تناولت المباحثات أيضًا الوضع الفلسطيني، حيث أشار السيد السوداني إلى أن ما يحدث في سوريا يخدم مصالح الكيان الإسرائيلي، الذي تعمد قصف مواقع الجيش السوري، مما مهد الطريق للجماعات الإرهابية لتوسيع سيطرتها. كما شدد على أن هذه التنظيمات لم تدعم الشعب الفلسطيني أو تدين العدوان الإسرائيلي على غزة، وهو ما يشير إلى أن الوضع في سوريا لا يخدم مصالح شعوب المنطقة، بل يعزز التوترات ويفتح المجال للتدخلات الخارجية.

التحديات الإقليمية والعالمية

لقد أكد رئيس الحكومة العراقية على أن العراق لا يزال ملتزمًا بالمساهمة في دعم استقرار سوريا. وقال إن العراق سيسعى دائمًا إلى احترام سيادة الدول والعمل على تعزيز الاستقرار الإقليمي عبر الحوار والتعاون. كما شدد على أن الدول الإسلامية لا تحتاج إلى المزيد من الانقسامات الداخلية، بل إلى وحدة وتضامن في مواجهة

التحديات الكبرى التي تهدد المنطقة.

اخيرا فإن الاتصال الهاتفي بين السيد محمد شياع السوداني والرئيس رجب طيب أردوغان يعكس الإرادة المشتركة بين العراق وتركيا في تعزيز التنسيق الأمني والسياسي لمواجهة التحديات الإقليمية. ويعد هذا التعاون خطوة مهمة نحو استعادة الاستقرار في المنطقة، وهو ما يتطلب العمل المستمر بين الدول المعنية للحفاظ على الأمن القومي الإقليمي وتحقيق التنمية المستدامة.

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال