تقي مطشر الشحماني ||
وهي كلمة تستعملها الشاعرات في جنوب العراق كلازمة ترددها النساء خلفها حين تقوم (باللطم) على المتوفي أي أنها تستعمل (كراس مِشَد) فتقول:
ويهوه على الزينين ويهوه
فترددها خلفها النساء
ثم تقول:
يادفان گلي هم يرد إردود
فتردد خلفها النساء اللازمة أو راس المشد
ويهوه على الزينين ويهوه
يا دفان أخوي إعلى الورد نده
ويهوه على الزينين ويهوه
غير اسم اليحبها كلشي ما عنده
ويهوه على الزينين ويهوه
خشن رمل المگابر على الرمل خده
ويهوه على الزينين ويهوه
وهكذا إلى أن تنتهي اللطمية وتبدأ فترة النعي.
وأعتقد أن العامة قد أخذتها من اللغة التركية (وَي هَور) والتي تعني: ساعدوني، إنجدوني، وهي كذلك في الفارسية (وي هور) وفي الكردية (وي هاور) وتعني أصيح، أنادي، أصرخ، أو أنها من كلمة ويه العربية التي تقال للندبة، ففي (المعجم الجامع) ورد: ويه، ويه، ويه، ويها، ويه: كلمة إغراء وحث، وتحريض، وربما هي من العبرية(وي هوه) وتعني: مع الأله، (مودع بالله) وذلك لكثرة اليهود في الجنوب وإختلاطهم بالمجتمع الريفي من خلال الصناعات والتبادل السلعي.
داغور
وهي كلمة تعني: إبن البقر أو الجاموس أو الغنم أو الماعز ألذي تموت أمه ويتم إرضاعه من أم أخرى دون علمها أحيانا ولكنها لو علمت به فسوف تقوم بنطحه وإبعاده، ويرسم لنا أحد شعراء الناصرية صورة محزنة لليتيم الذي يشبه الداغور، فحين يتم إخراج الغنم للمراعي يتم ربط أو حجز الصغار حتى لا تتبع أمهاتها للمراعي لأنها لا تتحمل المسافة أو الجو، وحين تعود يطلق الصغار فيتسارعون كل الى أمه إلا الداغور فإنه ما أن تشعر به الأمهات محاولا الرضاعة مع صغيرها حتى تقوم بنطحه وإبعاده، لكن لم يذكر لنا المرحوم الشاعر سعد محمد الحسن اسم هذا الشاعر الذي قال:
رد ياعيد مالي بجيتك فرحه
جيتك مثل جيت العام عين المستحه مجبحه
ما تدري عشت حسرات كلساع أنذبح ذبحه
وما تدري عشت داغور كل مصة ثدي بنطحه
وهي من الفصيح: دغر عليه: إقتحم، هجم عليه. دغر الولد: دفعه. دغره: أرضعه فلم يشبعه.
حرحارة
وتعني: وسط اليد، فيقال مثلاً:
إنچويت بحرحارة إيدي
حطيت الخشبة على إيدي طلع بيها بسمار وزرف حرحارة إيدي.
ذكرها تحسين عماره في (موسوعة الألفاظ العامية النجفية) ج2ص436. فقال: (راحة اليد من العربية: حِر: وسط أو ما ظهر من الشيء. حِر الوجه: ما ظهر من الوجه. وحِر الدار وسطها. (المنجد مادة حِر 116).
حِگَنْ
وتعني: ضرب، وفي الجنوب تبدل الحاء جيماً فتصبح جگن وبنفس المعنى، فيقال مثلاً:
حگنه براشدي طلع الشررار من عينه.
لزمه خطيه حگنه حگن على علباته
حگنه بظهره بطابوگه گطع نفسه
ذكرها تحسين عماره نفس المصدر ج2ص485، قال حقن من باب ضرب يضرب، الصحاح 5/2103
كولي
وهي كلمة تطلق على عمال (المصاطر) غير الحرفين، أي الذين يقومون بأي عمل يكلفون به، فهم عمال غير ذوي إختصاص، فيقال مثلاً :
والله خطيه يغبش من الفجر يشتغل عامل كولي.
يابه دجيبلك زوج عمال كوليه وهم يشيلولك هذا الگلگ.
والله جبتلي عامل كولي ما شاء الله خلصها بساعه وأخذ يوميته وراح.
وبالأصل هي كلمة هندية تطلق على عمال الحقائب في محطات السكك، كما أن كلمة (كول) في اللغة الفارسية تعني: حامل من (الحِمل) و (كوله بشتي) تعني حمال، (ذكرت ذلك في مقالي عن الغجر).