حسام الحاج حسين ||
أن أخطر ما في الكذب السياسي هو التوظيف النفعي للدين، وكذلك صناعة الأساطير سواء أكانت قومية أو دينية لتحقيق أهداف معينة، وقد تتمثّل هذه الفائدة هنا في إضفاء الشرعية السياسية على طابعها الإيديولوجي السلطوي .
على الرغم من أنه دخل دمشق وخلع ثوبه ليتحول من أرهابي الى ( احمد الشرع ) الا انه لاينفي بانه محاط بالأرهابيين واذ لم يفكر كاأرهابي فسوف يقتله الأرهابيون .
استخدم ( احمد الشرع ) التنويم السياسي مع المحيط الداخلي والخارجي في سوريا . واراد ان يذوب المكونات تحت تأثير الأزياء والشعارات التي لايؤمن بها هو قبل غيره .
الا ان هذا المكر تم كشفه مبكرا من خلال ملامح الدكتاتورية الإسلاموية الراديكالي فيما يخص المناهج الدراسية و توزيع المناصب العسكرية والأمنية والدبلوماسية .
التي تناثرت على رؤوس أمراء الحروب وقام بمصادرة المستقبل السياسي للأقليات والطوائف .
كما انه اسس لفلسفة جديدة للأمن خارج اللوائح والقوانين . فالمحاكم المتنقلة وتنفيذ الأعدامات في وضح النهار تنطلق من هذه الفلسفة الجديدة التي تقوم على أساس(القمع الأستباقي) .
واصبحت الحاضنة والطائفة والبيئة هي تهم ممكن ان تؤدي الى الأعتقال او الموت .ورث الجولاني دولة مصطنعة كانت تقوم على تجميع الطوائف بالكراهية . حيث كانت مظلة القومية العربية بدعة اخترعتها العسكريتاريا طوال عقود .
وان سقوط النظام القومي الشمولي فتح شهية الأقليات كالدروز والعلويين والأكراد للأنفصال ..!
المؤشرات السياسية التي تعتمد على بنية المكونات تسير نحو عودة سوريا الى ماقبل مؤتمر سان ريمو عام 1920 عندما كانت خمس كيانات مستقلة . وان لبنان هي الوحيدة التي اصبحت دولة للمسيحين انذاك .
يحرص الجولاني على ان تؤدي الدعاية الإعلامية ذات الأهداف السياسية الخاصة به ، دورا أساسيا في تأليب الرأي العام وتوجيه النّاس وآرائهم وشحنهم بالعواطف والانفعالات من خلال ما تعرضه عليهم من حقائق يتعلق بالنظام البائد .
ويأتي ذلك في سياق التنويم السياسي من خلال دعاية يحرص على صناعتها من اجل كسب الوقت حتى يستحكم بقوة على السلطة ويجدر بالذكر هنا أنّ خيانة الحقيقة لا تكون فقط من خلال الكذب والتضليل بل يكون تنويما من نوع أخر .
ورغم أن الأدمان على الكذب السياسي هو طريقة للسطو على الحقيقة وإلغائها قطعا سيكون مستقبل سوريا مجهولا وهي حقيقة ذاتية بديلا عن الحقيقة الموضوعية فإن محترفى الكذب من السياسيين الجدد .
طالما يعتبرون أن من حقهم الكذب لأن فيها مصلحة الدولة والشعب والذي يقررها اصحاب الكهف ..!