غفار عفراوي ||
المشكلة الأكبر في مثل هذه الأعمال أنها لا تكتفي بإثارة الخوف والترهيب كعنصر ترفيهي، بل قد تساهم في إعادة إحياء مفاهيم بالية مثل “التلبس الشيطاني” و”الروح الشريرة”، مما يعزز ثقافة الرعب غير العقلاني بدلًا من تحفيز التفكير النقدي والعلمي.
وهذه نقطة خطيرة لأن الإعلام له دور أساسي في تشكيل الوعي الجمعي، وعندما يتم التلاعب بمعتقدات الناس عبر قصص خيالية تقدم على أنها واقع محتمل، فإن النتيجة تكون نشر الجهل والخرافة بدلًا من الثقافة والمعرفة.
أيضًا، تأثير هذه الأعمال ليس نفسيًا فقط، بل يمتد إلى التأثير الجسدي، كما ذكرت، من خلال إثارة الهلع والخوف الذي قد يؤدي إلى أعراض جسدية مثل التوتر والأرق وحتى تسارع نبضات القلب عند بعض الفئات الحساسة، خاصة الأطفال والمراهقين.
من زاوية أخرى، فإن غياب النهاية المغلقة أو التفسير المنطقي لما حدث في القصة يترك المشاهد في حالة من القلق والضياع، مما يعزز شعور الخوف من المجهول، وهذا بحد ذاته يجعل العمل أكثر ضررًا، خاصة عندما يكون الجمهور المستهدف من الفئات التي تميل إلى تصديق الأمور الغيبية بسهولة.
في النهاية، يمكن القول إن الأعمال الرعبية التي تحمل بُعدًا فلسفيًا أو نقديًا تكون أكثر جدوى من تلك التي تكتفي بإعادة تدوير الأفكار الخرافية.
فالهدف من الفن ليس فقط الترفيه، بل أيضًا التثقيف ورفع مستوى الوعي، وهو ما كان يجب أن يسعى إليه مسلسل (الچنة ) بدلًا من تكريس الرعب والجهل.
