جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف ملاعق الذهب واساطير اخرى..!

ملاعق الذهب واساطير اخرى..!

حجم الخط

 


الشيخ جمعة العطواني ||

من اهم مميزات الباحث والاكاديمي انه يتحرى الدقة في اعتماد مصادره للكتابة في اي موضوع يختار، لان مصادر المعلومات تمثل المقدمات التي يصل اليها الباحث للوصول الى استنتاجات صحيحة، ويبني عليها في تحليل ما يجري من احداث وربطها ببعض لاستشراف المستقبل.

اما عندما يلتقط الباحث او النخبة معلوماته من(الاعلام الاصفر)، او(المواقع الوهيمة)، او(الصفحات الطائفية)، او(القنوات الحزبية)، ويتعامل معها على انها بديهيات لا يرتقيها الشك، ويبني عليها تحليله ويبدي موقفه ويدافع عنه، فان هذا النوع لا يسمى(نخبة)، فضلا عن ان يسمى(باحث) بقدر ما انه(صدى اعلامي ) لاجندات سياسية او حزبية، او لتصفية حسابات بين الخصوم السياسين من حيث يشعر او لا يشعر.

ذكرني خبر(الملاعق الذهبية) في (القمة العربية) المزمع انعقادها في بغداد خلال الايام القليلة القادمة، كما ذكرني خبر تقاسم( العراق وقطر) صرف رواتب الموظفين السوريين باكذوبة تاريخية، كان اغلب من يسمون انفسهم باحثين او(نخبة) اسلاميين يتلاقفونها تلاقف المسلمات، فهي لا تختلف في بديهيتها عن حقيقة التوحيد والنبوة بالنسبة لهم، لان الاخبار فيها متواترة، والتواتر حجة ما هو معلوم.

هذه الاكذوبة هي شخصية(عبد الله بن سبا)، الذي يعد مؤسس(المذهب الجعفري) في نظر(نخب وكتاب وباحثين) مناوئين للمذهب الجعفري.

هذه الشخصية الوهمية هي واحدة من اساطير التاريخ الاسلامي، وضعها شخص واحد اسمه(سيف بن عمر)، وهو شخصية ناصبية وضاعة، وقد انتشرت اخباره الموضوعة في كتب التاريخ الى درجة لا يستطيع اكتشافها الا الحاذق من(الباحثين).

وقد كتب في هذا المجال السيد مرتضى العسكري بما يكفي لفضح هذه الاكاذيب التي اضرت بالحقيقة التاريخية الاسلامية، وقد تناولت اقلام بعض الباحثين(الساذجين)احيانا و(النواصب) احيانا اخرى هذه الاخبار والشخصيات الوهمية وكأنها حقيقة لا تغطى بغربال.

ما يؤسف له وانا اتابع (بعض)النخب الثقافية والاعلامية وهي تتناول(الملاعق الذهبية) في القمة العربية، والرواتب السورية من الاموال العراقية) اشعر بحالة من الغثيان، لاني اشعر بهذا الكم من اشباه المتعلمين الذين صدّرهم لنا الاعلام الفاشل من جهة، والاعلام الموجه المعادي من جهة اخرى على انهم (باحثون) او مختصون بالشان السياسي او غيرها من الالقاب .

الباحث الذي يتعامل مع الاخبار الكاذبة والتي يعتمدها مصدرا في قراءة ما يجري من احداث سياسية او عسكرية لا يعدو اكثر من كونه(صدى)، او(ترجيع صوتي)، او حالة(ببغاوية) يوظفها الخصوم او الاعداء دون علم من هذا الذي يلصق بنفسه صفة (الباحث).

لا اعلم باي(وجه) وقيمة واعتبار بعد ان تبين كذب هذه المعلومات، فهل يكون لكلامه مستقبلا اي اعتبار امام المتابعين الذي يحترمون اصحاب الراي الحصيف والموقف المبدئي الصادق؟.

صحيح من حق اي سياسي او باحث يبغض زعيما او حزبا سياسيا ان يشتغل في حقل الاعلام لاظهار سوءات خصومه، وهو جزء من حرية التعبير، بل وجزء من العمل الرقابي الاعلامي، لكن ان تصل النوبة ان تضحك على عقول البسطاء من الناس في اخبار كاذبة يضحك بها عليك من يريد ان يمررها ويصفي حساباته مع خصومه، هذه القضية لا تليق بالباحث الملتزم.

ثم نحن ندعي التدين والانتماء الى الاسلام كمنظومة قيمية واخلاقية نتحرى عن الحق والباطل، والحلال والحرام في نقل المعلومة وحرمة تسقيط الاخرين الا في بما يستحقون من اخطاء ومحرمات يتركبها السياسيون او رؤساء المؤسسات السياسية .

اذا كان لدينا في التاريخ الاسلامي اكثر من ( سيف بن عمر)،فاليوم لدينا عشرات الوضاعين من سلالة( سيف بن عمر)، اوالناقلين لاخبار الوضاعين.

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال