د. محمد صادق الهاشمي ||
1– قوة النظام السياسي في إيران
إنّ الضربة الإسرائيلية لإيران لم تكن تستهدف المشروع النووي؛ بل كان الهدف منها إسقاط النظام السياسي، وكانت تعد لهذا الهجوم من سنوات، وتبين أنّ إيران أقوى مما يتصور العدو بآلاف المرّات؛ لأنّ إيران تماسكت فورًا، وعيّنت البديل للقيادات، وبهم قاتلت وشنّت حربها المدمّرة وردعها الاستراتيجي على العدو، مما يكشف قوة الدولة وقوة القيادة والمؤسسات، وهذا أصبح رأي عام عالمي يتحدث به كل المحللين، وعليه فإنّ النظام السياسي تجاوز أعقد فتنة ومؤامرة بنجاح مما جعله يعيد ثقته بنفسه و بنظامه وقدرته، ويتعرف على نقاط الخلل في مؤسسته، وتشير آراء المحللين أنّ شن الحرب من قبل ايران بالقيادات الثانوية يعني أن إيران أرادت أن تثبت للعالم قوة المؤسسة الامنية والعسكرية، وأنها تمتلك القدرة على إدامة المسير مهما كلف الثمن .
2 – إيران أعادت إنتاج قوتها :
إسرائيل فشلت في تحقيق هدفها في إسقاط النظام السياسي الإسلامي، سيما أنّ إيران الآن استعادت زمام المبادرة من خلال تفكيك شبكات التجسس وتفعيل الدفاعات الجوية، ولديها مخزون هائل من الصواريخ والمسيرات بكافة أنواعها، وقد أكّدت ايران أنّ الدولة الإسلامية غير قائمة بعدد من القيادات مطلقا؛ بل بمؤسسات عميقة
3 – إيران في مقدمة الدول العظمى
يرى المحللون أن الضربة القاصمة التي وجهتها ايران الى الكيان بما فيها من شجاعة وقوة في قرار الإمام الخامنئي وصمود وثقة بالقيادات والشعب، و بالقدرة التسليحيّة التي أظهرتها الجمهورية – وهي من صناعتها المحلية – فإنّ هذه الحرب ستضع إيران في قلب العالم وفي مقدمة الدول العظمى، فإنّ إيران خرجت من قلب الفتنة والحصار لعقود والحروب لتثبت أنّها أقوى من أيّ وقتٍ مضى، ومن أراد الدليل فليشاهد الأرض المحتلة (فلسطين) ويدقق في حجم الخراب والتدمير .
4 – تطهير الداخل
هذه الحرب ستمكّن إيران من تطهير الداخل، وهذا أمر طبيعي، فإنّ الفتن والاحداث والتجارب تكشف الكثير من الأخطار والتحديات والنفوس المريضة والمندسّين والذين ارتبطوا بالخارج، وضعفاء النفوس والحركات التي تحركت داخل المجتمع الإيراني وأنّ اليوم الذي حصلت فيه الفتنة وما بعده كشف عن اختراق واضح فيه عناصر مقربة من دوائر صنع القرار، وفيه خلايا إرهابية تسللت الى العمق الايراني وبحمد الله هذه الحرب وهذه الفتنة وهذا الحدث سوف يكشف هذه الطبقة المنافقة ويغلق الثغرات.
5 – وحدة الموقف
هذه الحرب ستقوّي إيران أكثر و توحّد الموقف الإيراني الداخلي، ويجمع المحللون أنّ عدم خروج اي تظاهرة ضد القيادات والحكومة والنظام يكشف ان الشعب الايراني موحد و واعي ومازال يؤيد الثورة الاسلامية؛ بل كانت صورة الشعب الايراني وهو يطالب بمزيد من الضربات للكيان خير دليل على تماسك الشعب الايراني وتأييده للثورة، وهكذا تأييد العلماء و الحوزات في ايران وفي العالم الاسلامي، وهكذا مرجعية النجف الاشرف والدول العربية و الاسلامية، فإنّ إيران بحكمة الإمام الخامنئي تمكنت أن تخلق تضامنا لها في الداخل والخارج .
6 – خلق موقف إقليمي موحد
تمكنت ايران بحكمتها أن تكسب تأييد الموقف الإقليمي وهو شيء لافت أن تقف بعض الدول الخليجية بموقف وبيان واضح في إدانة الكيان، وتدين اعتدائه على الجمهورية وما كان من قبل ومنذ انتصار الثورة يحصل هذا مطلقا مما يدل على الحكمة التي دارت بها الجمهورية الملفات بعقل رصين وعرف المجتمع الاقليمي من خلالها ان ايران دولة سلام وان الكيان يبتغي الشر بالمنطقة وهو سبب الحروب والقتل ولكن الاهم ان سبب تايد دول الخليج لايران هو انهم عرفوا انها قوة قادرة على تحقيق الانتصار وانها اقوى من الكيان الغاصب بالف مرة وقادرة على مسحه من فوق الارض لذا توجه الخليج الى ان يعمق علاقته بالجمهورية وينزع يده من الكيان وينهي التطبيع .
7 – النظام الدولي
أثبتت أيران أنها قوة قادرة على رسم خريطة المنطقة وإنهاء النظام الدولي القديم وأي إنهاء القطبية الأحادية.
نعم إن الحرب لم تنتهي بعد وهناك زخم كبير من الاستعداد الغربي ( الصهيوني ) لإنقاذ الكيان، والحرب فيها احتمالات، ولكن كل المؤشرات تتجه الى أنّ الحرب ستنتهي كما قررت إيران، وهناك الكثير من التفاصيل التي ترجّح كفّة الانتصار، عندها ستُعاد خارطة النظام الدولي وتنتهي القطبية الأحادية.
المهم هنا هو أن كل القوى الصهيونية دعمت الكيان وحاولت إسناده إلّا انها لم تتمكن من حمايته وما زالت الصواريخ تنهمر على قب الكيان الغاصب وهذا دليل قوة الجمهورية وضعف النظام الغربي المتهالك والمتناقض
8 – سقوط خرافة الكيان
انتهت خرافة قوة الكيان الإسرائيلي واصبح العالم كله يتحدث عن دولة فاشلة وساقطة بكل المقاسات العسكرية العسكرية وشعر المحيط الإقليمي والدولي بفشل معلوماتهم عن قوة إيران .
9 – إيران تقاتل
انتهت المدّعيات بأن إيران تقاتل بالأجنحة ( الفصائل والشيعة في المنطقة ) فقط، بل خاضت المعركة بقدراتها الرّبانية التي يفتخر بها كل انسان ويقرّ بها كل منصف، فضلا عن أنّها أفشلت مخططًا انقلابيّاً، وهذا يجدد لها القوة أكثر وأكثر داخليا ويحصّنها اكثر
10 – إيران تكسب ثقة شعبها :
وتعزّزت مكانة إيران كقيادة أمام شعبها، وأصبحت ثقة الشعب الايراني بتلك القيادة القديرة، وتماسكَ الشعب الإيراني اكثر وهكذا القوى السياسية في إيران بما فيهم الأصوات التي كانت معارضة وتنتقد الآن كل الشعب الإيراني يدًا واحدة مع النظام الإسلامي ضد اسرائيل.
11- منهج المقاومة :
أثبتت إيران صوابية منهج المقاومة وقدرته في صد العدوان، وإلّا لتحول العالم الاسلامي كله الى مدن الاشباح كما فعلت الصهيونية بغزة ولبسط الاحتلال الصهيوني جناحه على العالم الاسلامي والعربي وكل الشرق دون استثناء، ومن هنا فإنّ نتائج الحرب ستنعكس على المعادلة في لبنان وسوريا والعراق و سيعيد حزب اللّه اللّبنانيّ قوته العسكرية والسياسية.
12- قيادة الجيل الثاني
تمكنت إيران من خوض المعركة بالجيل الثاني من القيادات وتم ملء الفراغ، وهذا يثبت أنّ نظام الجمهورية و عقيدتها هو نظام وعقيدة المرسسات وليس الأفراد .
13- تساوت تل أبيب وحيفا وباقي مدن الكيان المؤقت مع غزة في الدمار الشامل
14- لم تبقَ أي مؤسسة أو مكان في الكيان الإسرائيلي عصيّ على سلاح إيران، مع العلم حتى الآن لم تستخدم ايران الصواريخ الحيدرية المدمّرة كصواريخ خرّمشهر
15- انعكاس ما حصل عقائديّاً و مذهبيّا بالنسبة لأصحاب المذاهب الاخرى و هذا ما نراه في مواقع التواصل الاجتماعي.
16- تبديل قناعات و افكار لجمع كبير من رجالات الحوزة العلمية في النجف وغيرها حول الإقتدار ومباني الفقه الشيعي وهذا ايضا واضح في دوائر التواصل الخاصة.
17- زيادة مساحة التأييد الشعبي العراقي غير المتعارف الذي كان منحصرا في جمهور المقاومة و المحور، وهذا ملموس من خلال آراء العراقيين في البيت و الشارع و المقاهي و التجمعات و حديث الناس وهذا ينبغي استثماره.
18- تبدّل قناعات الرأي العام العربي تجاه ايران الإسلام و الولاية، وهذا ايضا واضح من خلال تويتر و الإعلام و مقاطع الفيديوهات المحلية العربية غير الرسمية.
قطعا أنّ النظام الدولي تغيّر وأنّ الكيان قبل الوعد الصادق ليس كما بعده