حسن كريم الراضي ||
رحلة في الماضي مبعثرة السطور كانها رؤيا خالطها عبث الشياطين ..
اسافر بالزمن لا أبغي المستقبل . فالماضي ضالتي .. أعود لزمن النقاء والصدق والحب .. أشارك أسلافي الفقراء العزاء يندبون الحسين بأكواخ من قصب وطين .. أدور على مجالسهم وانظر كيف يقلبون دلال قهوتهم ويطفئون نار مواقدهم ويكسرون اعمدة صواوينهم …
ويرمي الشيوخ العقال وسط مجالسهم فالحسين ذبح عطشانا …
نساؤهم تختفي خلف استار ارخيت فلا ترى الا ملامح هزيلة أتعبتها السنين تشارك زينب الليلة النحيب . كأنهن في كربلاء .. كأنهن مع زينب يبحثن عن جسد الحسين في وحشة ليل الغاضرية البهيم ..
اتمعن في وجوه رجالهم لارى سمرة التعب والفقر وجور السلاطين .. وعيونهم غائرة في ما يشبه الوجوه من العوز لكنها غنية بغدران تخرج من مآقيهم .. سخية تجود بفيض الدموع من أعينهم في ذكرى عاشوراء والحسين ..
في قلوبهم حرارة لن تنطفأ فيلطمون الصدور لاخماد ضرامها المستعر .. أنهم يعرفون الحسين بالقلوب ليس كما نعرفه بالعقول ..
أتكئ على وسادة أثنيتها في زاوية من زوايا التاريخ وأرخي لروحي العنان تطوف في تلك العوالم تبحث مع الزهراء عن عزى أبنها الشهيد ولا يحدها في ذلك زمان أو مكان ..