علي الحاج
كيف تنوّعت خارطة التعليم العالي في العراق بين التوسع، الجودة، والنماذج العالمية؟
منذ عام 2022، لم يعد التحدي أمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي هو عدد الجامعات فقط، بل نوعها، ومستوى خدماتها، ومدى ارتباطها بالمعايير العالمية، ولذلك شهد العراق خلال ثلاث سنوات نهضة عمرانية وأكاديمية في بنية التعليم، جمعت بين التوسع الجغرافي والتطوير المؤسسي.
حيث افتتحت الوزارة عام 2022 واحدة من أبرز الجامعات المتخصصة في التعليم الطبي:
الجامعة الدولية للعلوم الطبية – السبطين في محافظة كربلاء.
وتعد هذه الجامعة خطوة استراتيجية لسد النقص في التخصصات الصحية، وتقديم برامج تعليمية مهنية بجودة عالية، في بيئة تعليمية متكاملة، وهي مؤسسة أكاديمية تسعى للتميز في التعليم الطبي والبحث العلمي، تهدف إلى إعداد أطباء مؤهلين تأهيلا عاليا، يتمتعون بالكفاءات العلمية والمهنية والأخلاقية، ليكونوا قادرين على مواجهة التحديات الصحية.
وأعلنت الوزارة ايضا دعمها لمشروع الكلية الأمريكية في بغداد، وهي مؤسسة تعليمية غير ربحية تقدم نموذجا حديثا من التعليم العالي، يجمع بين: اللغة الأكاديمية العالمية وفلسفة التعليم الليبرالي والشراكة مع مؤسسات تعليمية دولية، تهدف الكلية إلى تخريج جيل من القادة ورواد الأعمال، عبر تجربة تعليمية تركز على التفكير النقدي وريادة الأعمال.
ولم تقتصر الخطة على العاصمة أو المدن الكبرى، بل شملت: جامعات الفرات الأوسط وجامعة الديوانية وجامعة الأنبار.
وقد تم العمل على إنشاء بنايات جديدة للكليات وتجهيز مختبرات وقاعات ذكية ودعم السكن الجامعي والبنى الخدمية للطلبة، هذا التوسع ساهم في زيادة الطاقة الاستيعابية للجامعات، وتخفيف الضغط على المراكز الأكاديمية القديمة.
وكانت كل توسعة عمرانية تحمل في جوهرها فكرة مجتمعية، أن تكون الجامعة قريبة من الناس، ومن سوق العمل، ومن مشكلات البيئة المحلية، ولذلك شجعت الوزارة الجامعات الجديدة على افتتاح أقسام علمية مرتبطة باحتياجات المناطق: الزراعة، البيئة، الموارد الطبيعية، الطاقة، التعليم التقني.
ولأول مرة منذ سنوات، بدأت بعض المحافظات التي كانت تعد "مهمشة أكاديميا" تشهد وجود جامعات وكليات مؤهلة،ما أتاح لآلاف الطلبة استكمال دراستهم دون الحاجة للهجرة إلى مدن بعيدة.
خلاصة
بين 2022 و2025، لم يكن الهدف من بناء الجامعات هو التوسعة العددية فقط، بل خلق منظومة جامعية متكاملة تجمع بين الجودة، والتنوع، والعدالة الجغرافية، وقد بات العراق اليوم أكثر قدرة على تلبية طموحات أبنائه في التعليم العالي، من كربلاء إلى الأنبار، ومن بغداد إلى أبعد نقطة في الجنوب أو الشمال.