جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف (قائدة الظل والضوء) حارسة العقيدة زينب عليها السلام..!

(قائدة الظل والضوء) حارسة العقيدة زينب عليها السلام..!

حجم الخط

 


انتصار الماهود ||

زينب بنت علي بن أبي طالب عليهم السلام، فخر نساء بني هاشم تربت في بيت النبوة، وهي الإمتداد الحقيقي لأمنا الزهراء عليها السلام، أعلم نساء عصرها وأكثرهن فقهاً وثقافة وعلم ودين، لم تجاريها أي سيدة أخرى، ولم تكن هنالك من هي أعلم منها في نساء عصرها اللواتي كن يستقين من معين معرفتها الذي لا ينضب.

كانت مولاتي زينب عليها السلام مؤسسة متكاملة، تربوية وعقائدية ودينية وسلوكية وأخلاقية وسياسية، ومن الظلم لهذه الشخصية العظيمة أن نسلط الضوء عليها فقط وقت معركة الطف، ونصورها تلك السبية الحزينة المنكسرة، فمولاتي زينب أعظم وأكبر من أن تكون امراة عادية يكسرها حزن مهما كان حجم الألم.

كان الإعداد لشخصية مولاتي زينب في بيت النبوة منذ ولادتها، لتكون خليفة لأمنا الزهراء عليها السلام، ولتقود المجتمع الإسلامي مع إخوتها، فهي لم تكن يوما بلا دور، بل كانت الأولى في كل شيء، جمعت بين الشجاعة والعلم والعفة والحياء، وكانت فعلا امتداداً أصيلا للبتول الطاهرة عليها السلام، وكان لها دور تربوي مهم، وعقائدي أهم وسياسي أعظم بعد معركة الطف وانتهاء الحرب، هنا بدأت الحوراء زينب عليها السلام لتعد لمجتمع جديد، وجيل جديد يكون للمرأة الدور الأعظم فيه، فهي من حفظت الرسالة المحمدية العقائدية، ونقلتها بعد استشهاد إخوتها حتى وقت استقامة أمر إبن أخيها مولاي زين العابدين عليه السلام وتماثله للشفاء.

كان دورها التربوي عظيم من خلال سلوكها، وكونها قدوة حسنة للنساء في الصبر واحتضان الأرامل والايتام الناجين من فاجعة الطف، فكانت أماً ومعلمة ومربية، رغم المصاب والألم الذي تعانيه بعد فقدانها للحسين والعباس عليهم أفضل الصلاة والسلام، كما أنها رسخت لنموذج المراة المسلمة الواعية، التي جمعت بين العفة والعاطفة والعقل والدين، وعلمتنا ان الإسلام ليس طقوسا فقط ونطق للشهادة بل هو موقف ثابت أمام الظلم ومن يحكم به.

أما دورها العقائدي فكان كالوتد الثابت في الأرض، فهي كانت خير من مثل حراسة العقيدة، واستطاعت نقل وقائع فاجعة الطف لتبقى كشعلة غير منطفئة، وكان لها خطاباً عظيماً ركزت فيه على مظلومية الحسين عليه السلام، والسبب خلف مقتله، وأن طاعة الحسين هي جزء من طاعة الله لأنه إمام زماننا، وثبتت معاني التوحيد، وكانت خير مدافع عن مقام النبوة، حين حاول كلاب آل أمية تشويه مذهب آل البيت عليهم السلام، واستطاعت تأطير شهادة الحسين عليه السلام، برمزية عظيمة وهي الجهاد في سبيل الحق وأن شهادته لم تكن إلا فوزاً عظيماً وكانت خير من مثل هذه القيم.

أما الدور السياسي، فلا يختلف اثنان بأن الحضور الأول كان للحوراء زينب عليها السلام بعد استشهاد إخوتها، وهي من تولت الخطاب الحسيني سياسياً، وهي التي كانت مواجهة للسلطة الأموية دون أن تخاف، وفضحت أمر بني الملاعين وحولت نصر يزيد الزنيم العسكري، لهزيمة سياسية وأخلاقية وإعلامية مدوية فعلا، فهي رسمت خارطة طريق سياسية جديدة، وإعادت تشكيل بعض المصطلحات مثل ، (من هو الخارج عن القانون ومن هو الخارج عن الدين)، وكان لها دور في تأطير مفهوم المعارضة الشرعية للسلطان الجائر، وأكدت أن الخروج على الظالمين ومقاومة الظلم هو واجب ديني، وكانت القائد في زمن غياب رجال آل محمد الأطهار، فكانت الإمتداد الأمثل والأعظم لهم، فدور زينب عليها السلام السياسي مهد لبعض الثورات الرافضة لحكم الأمويين، مثل ثورة التوابين وثورة المختار الثقفي وغيرها.

وفي الختام زينب عليها السلام كانت (قائد الظل والضوء)، الذي قاد رحل آل بيت النبوة لبر الأمان، وأحاطت العيال بحنانها وصبرها، وهي الجسر العظيم ما بين الحسين عليه السلام وبيننا، وهي كانت وصيته الناطقة، وهي من جعلت كربلاء المدرسة الأولى لتعلم الرجولة والشجاعة، فقد استطاعت مولاتي زينب أن تعلم الكثير من الرجال معاني الرجولة رغم كونها إمرأة، كيف لا وهي شقيقة الحسين وروحه ومكفولة العباس عليه السلام وأخته، انطلقت لتصنع الوعي وتبثه وتثبته، وهي من أثبتت أن المرأة عظيمة وتستطيع أن تقوم بأدوار تعجز عنها الرجال ساعة العسرة، لكن يجب أن نعد لهذه الشخصية وهذا الدور إعداداً جيداً، وبالطبع هذا أملي في نسائنا بأن يسرن على خطى مولاتي العقيلة زينب عليها السلام وأن يكن خير خلف لخير سيدة وسلف.

متباركين متباركين متباركين، ليس اليوم فقط بل كل يوم، لأننا من اتباع محمد وعلي وفاطمة لأننا من عشاق الحسين ولأننا نسير على خطى الحوراء زينب عليهم سادتي ومواليّ أفضل الصلاة والتسليم.

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال