جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة




محمد أيت سدي محمد

مصافحــة بــاردة..
ها هم يحيونه واحدا واحدا، يصافحونه يدا بيد..
سرعان ما اكتشف أنها مؤامرة، إذ لا تزال يده باردة رغم كل المصافحات.

صمـــود..
شجرة عجوز شاهقة لقرون..
حاول الشيخ قطع أوداجها لشهور..
أخيرا شهق.. ثم لفظ أنفاسه الأخيرة..
وبقيت ذات الأغصان صامدة في ذهول !!

الفـرق نقطـة..
يشعل العربي تلفاز الدرجة الأولى، يسأل مضيفة الطيران :
«ماذا ستقدمون الليلة كوجبة عشاء؟»
بينما يضيء الغربي مصباحه الشخصي..
يأخذ كتابا في محفظته ويبدأ بقضم حروفه معلنا عن بدء عشاءه.

أمنيــة فارغــة..
يحتسي الغني مشروبه الغازي في كأس زجاجية..
في زاوية، يرمقه الفقير متمنيا الحصول على الزجاجة الفارغة،ليقدمها لأحد البقالة ويحصل على كأس زجاجية..
يزين بها مطبخه البلاستيكي.

أظافـــر..
خدعها مرات.. وخدش حياءها مرات..
الليلة، أخذت تثبت أظافرها الصناعية، تلمظ المخادع ظانا أنها تتزين له..
فما هي إلا لحظات حتى أصبح وجهه أحمر، مخدوشا بعد أن خدعته لأول مرة.

مذكــرة وقلـــم..
خطت أنامله حروف ذكرياته على مذكراته..
ظل القلم يوسع استيطانه ناثرا الحروف من مذكرة لأخرى..
احتجت أوراق المذكرات على القلم، مذكرةً صاحبها أن كُف عن دغدغتنا بحروفك..
تمرد القلم بدوره وكف عن الدغدغة..
استشاطت الأوراق غضبا..
وانتظرت الخريف القادم لتسقط !!

محــاكمة ثعلب..
نجح الثعلب الماكر في إيقاع الفتنة بين كليلة وأخيه دمنة..
شب فتيل الفتنة بين الأخوين ثم رفعا أمر الثعلب للأسد، من جديد ينجح الثعلب في خداع الأسد،
يدق الأسد المطرقة معلنا رفع الجلسة بالحكم على الثعلب بالبراءة، نادى الثعلب راوي القصة قائلا في مكر واستهتار: «أرجوك أعد نسج خيوط الحكاية فأنا ماكر ولا أرضى بحكم البراءة».

محــاكمة كلب..
عض كلب «وفي» صاحبه وسط المدينة، وهرب..
دافع كليلة ودمنة على الكلب المحكوم عليه غيابيا بالخداع والخيانة، التقى المدافعان مع الكلب في محكمة الاستئناف لتعيد النظر في تهمته، لسوء حظهم وجدوا القاضي هو نفسه كاتب الحكاية،استنجدوه.. استعطفوه.. استلطفوه.. طلبوه..
أقسم الكلب ألا يعض لحما ولا عظما مدى الحياة..
نظر إليه الحَكم في استهجان،أقر القاضي الحكم الغيابي في تفان،وخلع الكاتب صفة «الوفاء» قرب اسم الكلب بعد ثوان.

مســاواة..
أخيرا أقرت عين الأم وهي تنظر إلى أبناءها المكفوفين يغطون في النوم، فلا فرق الآن بينهم وبين سائر أبناء المدينة..
دائما ما تسعد حين يرخي الليل ستاره، حين تشعر بالظلام يسوي ما يبرزه النهار من فروقات، نعم حين يسوي النوم مُقل أبناءها بغيرها من المقل.

أقــدام طائــرة..
عندما سأله صديقه الافتراضي على الأنترنيت: من تكون؟
أجاب: أنا شاب في مقتبل العمر قليلا ما تلمس قدماي الأرض..
فقال له مرسلاً ابتسامة إلكترونية : إذن لا شك أنك طيار !
فدفع كرسيه المتحرك بعيدا عن الشاشة، فيما استمر صديقه يشرح حبه للطائرات وشغفه بالطيران.

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال