جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف شهيد المقاومة ..الطائر الجنوبي الأسمر

شهيد المقاومة ..الطائر الجنوبي الأسمر

حجم الخط



علي عبد سلمان

وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (157) وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ (158) (آل عمران)
الحاج مهدي الكناني ذلك الطائر الجنوبي الأسمر،المحلق في أفق الفضاء بين سماء ميدان في الجهاد، وبين أرض محرابه ومصلاه، الغارق بالدموع من خشية الله! مثالاً ونموذج وشاهد للحق، يتخذه الناس مائدة! يتذوقون الحق منها بشراهة،بكف فطرتهم وبراءتهم!
الشهادة ليست حدثا مؤلما؛ ينغص على الأحياء أيامهم، بفقد عزيز لهم يرحل كباقي الراحلين عن الدنيا، أو كما سيرحلون هم في لاحق الأيام، وهي ليست طريقة في الموت يفرضها عدو، على من سيطلق عليه لاحقا لقب الشهيد!..
هي أيضا ليست عملية عبادية كسائر الأعمال العبادية، ليست كالحج مثلا؛ الذي يؤخره أكثر المكلفين الى آخر العمر، ليحصلوا في ذلك الهزيع على لقب “حاج”، يختمون به حياتهم، ويكتب أمام أسمائهم في لافتات النعي!
الشهادة لدى شهداء المقاومة هي حق إختيار لخيار واحد؛ يقدم عليه من وهبه الله هذا الحق، فهي إختيار “واع”؛ يقدم عليه من “يعي”؛ أنه لا يمتلك في معركة “الوعي”، إلا سلاحا واحدا هو ذاته ووجدوده، فتتحول الشهادة عنده؛ الى منهج للسلوك وطريق للحياة.
الشهادة لدى بواسلنا وعزنا وفخرنا أمثال الكناني والحريشاوي وأبو صديقة رضوان الله تعالى عليهم وعلى سائر شهداء المقاومة الإسلامية “حظ”؛ لا يناله إلا الموقنين بإن حياتهم في مماتهم، الشهادة مسألة عقيدية تعني فيما تعني، أن من يقدم عليها؛ وصل الى لحظة الوعي، بأن عقيدته باتت مهددة في وجودها، وأن في فناءه بقاء وديمومة لعقيدته.
كان أمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام، خياران لا ثالث لهما؛ أما أن يعطي يده إعطاء الذليل، ويقر إقرار العبيد، بأن المائة وعشرين الف نبي، الذين سبقوا جده الذي كان آخرهم؛ صاروا “أكسباير”، وأن عصور الطغاة قد بدأت، وأن عليه الإقرار بهذه الحقيقة، التي تتنافى مع عقيدته؛ التي تقول بأن الأرض سيرثها عباد الله الصالحين، أو أن يمضي قدما في قضيته.
الحسين عليه السلام؛ كان يحمل قضية ليست كباقي القضايا، فهي ليست قضية عاطفية صرفة، أو قضية حق ضائع فحسب، وانما قضية واجهت المخاطرة بالوجود، والهوية والتجربة الاسلامية.
حينما نفهم ذلك؛ ندرك أنه حينما أقدم على شهيدنا الكناني وصحبه الميامين قبول خيار الشهادة، فإنه كان يؤسس لمنهج؛ سيبقي دين جده الى أن يشاء الله، وألى أن يتحقق الوعد الألهي، بدولة يملؤها قسطا وعدلا، بعد أن ملئت ظلما وجورا..

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال