إياد الإمارة
انا أكره أمريكا وكأن الكل بدأ يُجمع على كره أمريكا التي أصبحت في نظر الكثير من شعوب وحكومات العالم "الشيطان الأكبر" الذي يريد السيطرة على العالم من اجل مصالحه الخاصة بأنانية مقيتة بشعة وقبيحة لا حدود لها، العالم يكره أمريكا التي لا يمثلها ترامب وحده رئيساً غريب الأطوار بقدر ما تمثلها دوائر ومكاتب ومراكز إرهابية توسعية تحاول الإستحواذ على كل شيء بأي طريقة ومهما كان الثمن، العالم يكره أمريكا التي تدعي أنها دولة ديمقراطية وراعية لها، وما هي إلا عصابة مستبدة تعمل بمبدأ القوة الغاشمة والديمقراطية التي تدعيها مجرد أكذوبة كبيرة لا يصدق بها إلا السذج وعديمي المعرفة..
أمريكا العصابة بكل مراكز القرار فيها ارادت أن تكون القطب الواحد في العالم الذي لا منافس له في الشرق والغرب وكان لها ذلك فعلا في وقت ما، لكنها سرعان ما فقدت هذه القطبية لتركع ذليلة أمام الدب الروسي الذي توثب للهمجية الأمريكية من جديد، وتركع مرة ثانية أمام التنين الصيني الذي التف حول عنقها موجعها ضرباً ولا يبدو انها قادرة على الإنفلات من طوقه، تجارب كوبا وفنزويلا وكوريا الشمالية ارقت قطبية الشيطان الأكبر لكن تبقى تجربة الثورة الإسلامية التي فجرها الإمام الخميني رضوان الله عليه ويقودها بقوة وإقتدار الإمام الخامنئي دام ظله الشريف هي ما يؤرق هذا الشيطان ويقظ مضجعه، لأن هذه الثورة الشجاعة التي تتمترس بعمق الإسلام المحمدي الأصيل أعطت درساً للعالم اجمع إن إرادة الشعوب الحرة أقوى من كل ترسانات البغي والتعدي، الثورة "الدرس" إعتمدت على ركائز اهمها:
الوعي هذه الثورة العظيمة "الإسلام" مشعل وعي متقد ينير الطريق ويبين الحقائق كما هي لا كما يشوهها الأعداء أو يفهمها الجهلاء..
القوة والشجاعة أريد الوقوف عند كلمة قالها الإمام الخامنئي دام ظله الوارف أثناء تسنمه مهام قيادة الثورة بعد رحيل الإمام الخميني رضوان الله عليه، مضمون هذه الكلمة لم اكن راغبا بتولي مهام قيادة الثورة في إيران ولكن بعد أن قبلت التكليف عملت بمبدأ "يا يحيى خذ الكتاب بقوة" القوة والشجاعة التي رأينها في كل حركة وسكنة في هذه الثورة ورجالاتها وهم يواجهون التحديات الجسيمة التي تعترض طريقهم ولا تأخذهم في الله لومة لائم..
الإستعداد للتضحية الإيرانيون ومن عمق إنتمائهم للإسلام المحمدي الأصيل لديهم وككل المحمديين الأُصلاء استعداد منقطع النظير للتضحية بكل شيء في سبيل عقيدتهم ولا يترددوا أبداً في ذلك..
تحدثت ذات مرة مع قيادي بارز في الحرس الثوري المبارك في هذا الشأن وقلت له:"أليس من الواجب أن تحافظوا على أنفسكم، الثورة وقائدها وكلنا بحاجة ماسة إلى وجودكم؟" فقال لي بالحرف الواحد:"نحن نتمنى الشهادة ونسعى لها لأنها سبيلنا لتحقيق النصر في الدارين"..
أمريكا ليست قطباً واحداً يحكم العالم ولن تكون كذلك أبدا حتى يأتي نصر الله والفتح ولن تكون هناك امريكا بالمرة.