التشيع فهم رسالي واع راشد لمنهج خط إستقامة عقيدة التوحيد الإلهية الذي دستوره القرآن الكريم بتشريعاته وأحكامه ومفاهيمه وقيمه الخلقية العظيمة ومثله السلوكية القويمة المهذبة الرتيبة .
وآصرة التجمع الأساس , ومحور الإستقطاب الأصيل في التشيع هو عقيدة لا إله إلا الله بإتباع إستقامة المنهج في الإعتقاد والعمل والسلوك على أساس عقيدة التوحيد الرسالية .
فالأساس والمنبع في التشيع هو واحد , ويتمثل بعقيدة لا إله إلا الله , وأن المنهج ثابت راسخ لا يتبدل ولا يتغير , وهو خط الإستقامة على أساس عقيدة التوحيد من خلال إتباع القرآن الكريم الحكيم في تشريعاته وأحكامه , ومفاهيمه وأفكاره , وقيمه الخلقية والسلوكية .
وهذا ما تشير اليه الآية القرآنية الكريمة ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم إستقاموا ) , وهذا هو دين الأسلام في أخصر وأوضح وأدق وأجمل عبارة وهو ( عقيدة التوحيد وخط إستقامتها ) .
والشيعة هم مجموعة أفراد مؤمنين إنتموا الى التشيع , وآمنوا به خطآ رساليآ راشدآ هاديآ مستقيمآ موصلآ لعبادة الله سبحانه , لا زيغ فيه ولا تشويش , ولا إنحراف عنه ولا إلتواء , ولا بديل له ولا إستغناء , ولا تفرق عنه ولا إبتعاد , لأنه وعى حقيقة لا إله إلا الله من خلال إتباع الخطى المستقيمة , وإقتفاء المنهج الرسالي الواضح المعالم في تطبيق تشريعات القرآن الكريم وأحكامه ومفاهيمه وأفكاره وما يدعو اليه القرآن من خلق كريم قويم وسلوك نبيل مستقيم .
فالتشيع فهم واع للإسلام , وطريق إستقامة على هدى عقيدة التوحيد الإلهية , ومذهب ممارسة وتطبيق ما أمر به ونهى عنه القرآن .
فمن كان على هذا المستوى من الإعتقاد والفهم والوعي , وعلى هذا النموذج من السلوك في الإمتثال والتطبيق , فهو شيعة وعلى مذهب التشيع ; وإلا فهو أما متستر بالتشيع , أو مستخدمه وسيلة وسلعة , أو متاجر به من أجل المنفعة , … او , أو , أو , … ? فهو على أي حال من هذه الأحوال ليس بشيعة , ولا علاقة للتشيع بإنتسابه , أو إنتحاله , أو تلبسه بالتشيع , فضلآ عن الإنتماء اليه عقيدة وسلوكآ .
والإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام يقول ( كونوا زينآ لنا , ولا تكونوا شينآ علينا ) , أي في وعي الإعتقاد , وأمانة الإنتماء , وحسن السلوك .
فالمسؤولون السياسيون الذين يدعون تمثيل التشيع إنتماء , ويزعمون أنهم ممثلو الشيعة رأيآ , ويجتمعون أشخاصآ فيما بينهم على أساس أنهم كتل تمثل الشيعة … ???
هل هم مصداق حقيقي مطابق للتشيع والشيعة حتى يكونوا ممثلين لهم , ويتحدثون بإسمهم …???
أو أنهم أشباح تشيع , وأشباه شيعة , يتقاتلون على منافع شخوصهم , وبقاء وجودهم , وتحقيق غريزة حب الذات الحاكمة عليهم , وكسب المغانم من أجل الذات والحزب السياسي الذي اليه ينتمون ???
فإن كانوا شيعة حقآ , فهم مؤتلفون متوحدون متلاحمون متراصون , كالبنيان المرصوص , لأن آصرة التجمع والإنتماء ( مادة البناء ) واحدة تجمعهم وتدفعهم , وهي عقيدة التوحيد وخط إستقامتها .
وإن إختلفوا , وتفرقوا , وتباعدوا , ولم يتفقوا , وإنخرطوا , وإنفصلوا , وتخندقوا تفاريق , وإنقسموا , فهم ليس شيعة لتعدد المنابع وتنوع المشارب التي على أساسها هم مختلفون .
وحالهم المشهود والمعلن هو الإنقسام والتفرق فيما بينهم بالوقت الذي يجب عليهم أن يعتصموا بحبل الله . ولذلك فهم ليس شيعة , ولا علاقة لهم بتمثيل الشيعة في أي محفل , أو توافق , أو تنازع , أو تصارع سياسي . وقد ذهبت ريحهم , وضعفت قوتهم , وبهت حالهم ووجودهم بإنقساهم أجزاء وتفاريق مشتتة متبعثرة ممزقة .