محمد كاظم خضير |
من سخريات منح حكومة مصطفى الكاظمي الثّقة بالأمس أنّ المعارضين لها بل الرّافضين لها تسلّلوا إلى المجلس النيابي ليأمّنوا النّصاب. !!
مشهد الأمس تحت قبّة البرلمان صورة مخجلة لنوّاب لا يمثّلون الشعب الذي انتخبهم، لقد أنجز رئيس مجلس النواب وبمهارة كالعادة جلسة منح ثقة «كيفما دار الحال»، نحن في بلدٌ غارق وعلى جميع المستويات، والأفق العراقي مسدود بلد يشبه مغارة نهب منظّم، فماذا ستفعل حكومة بلا خبرة ولا تجربة مع هكذا مغارة، من المؤسف أنّه لا بدّ لنا من القول إنّ الذين يتولون أمور العراقيين «مافيا» مدرّبة على نهب ثروات الشعب، ولن تغادر هذه الطبقة السياسيّة الحكم إلا بعد إفلاس البلد وانهياره التامّ، والحقّ يقال أنّه لا حلّ ولا أمل للعراق إلا بالإنهيار!
مجدداً سيجد العراقيين أنفسهم مجبرين على خوض تجربة فرصة جديدة لحكومة كائناً ما كان نوعها، وسيكون مصير هذه التجربة الفشل الحتمي والانهيار الكامل، لأنّ كلّ ما قلناه في الحكومة التي سبقتها يصحّ فيها بأنّها لا تملك أصلاً برنامج إنقاذ وأنّها لا تملك مشاريع تنهض بالبلد، وأننا لا نصدّق أبداً الـ presentation ألاستخباراتي التي قدّمها رئيسها ، ونعلم يقيناً أنّه رهينة «الكتل السياسية » التي جاءت به، وأنّه محكوم لما ستمليه عليه من سياسات تناسب أمريكا ومآزقه الكثيرة!
بالأمس تأكّد العراقيون أنّ الجميع متواطئون ومنخرطون في لعبة هذه الحكومة وتحكمهم الرّغبة القاتلة في المحاصصة، وأنّ البلد ما يزال محكوماً حتى الانهيار بكتل السياسية ، هذه حكومة الشعب والشارع العراق ضدها ومشهد الأمس رسالة مدويّة للدول المعنيّة بأنّ ما يحدث ليس أكثر من إصرار على الاستمرار في سياسة تضييع الوقت العراقي ، وأنّ هؤلاء الساسة العراقيين كاذبون بامتياز بل مدرّبون على الكذب على الشعب وعلى دول العالم!!
لم يتبقَّ من العراق اي ركن يستند عليه ، ولن يترك السياسين الأمر على حاله فهو يخوض حرب شعواء على العراقيين تصل إلى حدّ الموت من الجوع ، في وقت استيقظ فيه العراقيون على فاجعة ايقاف كل الرواتب ، لا يملك العراق ترف منح «فرصة» مجدّداً لرئيس حكومة لا يملك حيثيّة ما تتيح له أن يخاطب دول العالم للتعاون معه لإنقاذ العراق ، ولا يملك حتى تصوّراً أو رؤية لكيفيّة إنقاذ الوضع الاقتصادي والمالي والسياسية ، لينقذ ما تبقّى لإنقاذه من بقايا انهيار الهيكل العراقي على رؤوس الجميع!
وقت «الفرص» و»التجريب» و»توزيع الوهم» على الشعب العراقي قد نفد، ومع هذا لا يريد أحد أن يتصرّف على قدر هذه المسؤوليّة!!. نحن الآن في قعر السقوط، لم يسأل أحد يومها فخامته كيف ولا ما هي خطته لإنقاذ البلاد؟ في هذا الوقت المزري من تاريخ العراق وأزماته الكثيرة ننتظر أن يجد العراقيون من يأخذهم على محمل الجدّ ويحترم عقولهم وأن يصارحهم بعيداً عن «العناوين العامّة» الواهية، التي لا تزيد الأمور إلا غموضاً!!