ابراهيم ولي |
العمل السياسي وفق المنظور الاسلامي يختلف عنه وفق المنظور ( اللا اسلامي )، الموازين الشرعية يجب ان تكون حاضرة في كل موقف او قرار سياسي، كما ان العمل السياسي وفق المباني الاسلامية لا يختلفُ عن اي عمل عبادي آخر ،فكما ان موقف الشريعة الاسلامية من اي ( عمل) عبادي فردي ينظم حياة الانسان او يقوم به الانسان لا يخلو من احد الأحكام الفقهية الخمسة( الواجب ، اوالمستحب ، اوالمكروه ، اوالحرام، او المباح)، كذا الحال في المواقف السياسيةِ فكل موقف سياسي، لايخلو من احد الأحكام الخمسة ايضا.
في العمل السياسي الاسلامي ثمة ثوابت شرعية يجب مراعاتها عند كل موقف وقرار ، ومن هذه الثوابت ( الصدق مع الله) ، والدفاع عن( المبدا ) و ( نكران الذات) في كل موقف، كما انه يجب ان يكون المعيار الشرعي هو المعيار في تحديد المواقف.
وانا اتابع عملية التصويت على كابينة حكومة الكاظمي لم اجد اية معايير شرعية او عقائدية او حتى اخلاقية لدى الكتل الاسلامية( الشيعية ) التي صوتت على بعض الوزراء في الحكومة. هنا اطرح مجموعة تساؤلات راودتني وانا اتابع عملية التصويت منها:
١- هل اعتقدتم بضمير منصف ومطمئن ببراءة ذمتكم امام الله تعالى وانتم تصوتون على بعض الاسماء؟
٢- عندما رجعتم الى بيوتكم ووضعتهم رؤوسكم على وساداتكم (الوفيرة) ، هل استحضرتم صور وارواح الشهداءِ الذين اعدمهم ( طغاة البعث) او( داعمي الارهاب) وانتم تصوتون على شخصيات تتفاخر في وسائل الاعلام بنظام البعث وتذرف بدل الدموع دما على رمز البعث المجرم صدام وابنه المقبور عدي؟
٣- عندما اعترض ( بعضكم ) على الكابينةِ الحكومية قبل الدخول الى قبة البرلمانِ ، على اساس انها تضم من عليه شبهات( دم) او هو محسوب على زمر البعث ، وان مبداكم وعقيدتكم لا تسمح لكم بالتصويت لهؤلاء ،ثم غضضتم النظر بعد ان أعطيت لكم ( ما تستحقون) من حطام الحكومة ، فدخلتم (وصوَّتّم ) على نفس الوجوه التي تتعارض مع ( مبدئكم واخلاقياتكم وثوابتكم ). نقول أما شخصت امام اعينكم ارواح وصور الشهداءِ ؟ والفقراء والمساكين ؟
٤- كذلك الكلام موجه ل( ورثة الشهداءِ) من الرموز السياسيةِ الشيعية نقول: باي معيار اخلاقي او اجتماعي فضلا عن المعيار الشرعي أمرتم اتباعكم في البرلمان ان يصوتوا لبعض بقايا ومريدي البعث وانتم يُفتَرضُ بكم ان تكونوا ورثة دماء ضحايا البعث ؟ اليس الاولى ان ومن باب رد الجميل الذي انتم تعيشونه ببركة تلك الدماء ان تحيلوا هؤلاء الى المحاكم وفق قانون( حظر حزب البعث) بدلا من تكريمهم بمناصب في الدولة وهم كل مايحلمون به ان يعودوا ( خدما) للبعث؟
٥-وانتم ترتفع اياديكم للتصويت على هذا الوزير البعث وذاك الوزير( شقيق) الداعشي او الوزير( المتامرك) ، اما تذكرتم قوله تعالى ( ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار)؟
٦- وانتم تعقدون صفقة سياسية مع من ذكرناهم سابقا، اما تذكرتم دعاء عاشوراء ( اني سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم) وكنتم ترددونه عن تشييع الشهداءِ؟
٧- واخيرا وانتم تقبضون ثمن تصويتكم على ( بعض) هذه الاسماء التي تعرفون حاضرها وماضيها ، اما تذكرتم قول عمر بن سعد الذي تلعنونه في زيارتكم
وهو يقول بعد عقد صفقته مع يزيد:
فو الله ما ادري واني حائر…. افكر في امري على خطرين .
أأترك( حقيبة) الري والري منيتي… ام ارجع مآثوما بقتل حسين.
حسين ابن عمي والحوادث جمة… لعمري ولي في الري قرة عيني
الا إنما الدنيا بخير معجل .. وما عاقل باع الوجود بدين
يقولون ان الله خالق جنة..
ونار وتعذيب وغل يدين
فان صدقوا فيما يقولون اني…
اتوب للرحمن بعد ( دورتين)..
بالمناسبة ملك الري اهم من اي وزارة سيادية!