جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة



ابراهيم السراج

في عام 1973 أنتج التلفزيون العراقي وبأوامر مباشرة من المقبور صدام مسلسل جرف الملح وهو مسلسل تناول حياة الفلاح الجنوبي وفق زاوية ضيقة . وكان الهدف الرئيسي لانتاج هذا المسلسل هو تسويق ابن الجنوب على انه انسان فاشل وقاصر ولايهتم الا بالنساء والعبودية المطلقة لشيخ العشيرة . ورغم أن المجتمع العراقي مجتمع عشائري بشماله وجنوبه وغربه وشرقه .الا أن القائمون على انتاج هذا العمل الدرامي الذى خصص له مبالغ طائلة من قبل النظام السابق حاولوا تسويق تلك الاكاذيب بطريقة ساخرة .حتى انهم اختزلوا ابن الجنوب. بشخصية شيخ العشيرة الذى أصبح الأمر والناهى في الجنوب .والذى كانت شخصية هذا الشيخ شخصية كارتونية مهزوزة مرتبكة .وبخلاصة العبارة أن الهدف الرئيسي لهذا العمل الدرامي هو تصغير أهل الجنوب وجعلهم اضحوكة المجتمع حتى أنه أصبح يطلق على كل شخص (غبي) يقال له انت محافظات .ومعناه الحقيقي انه رجل غبي وشهوانى فارغ وقاصر .ثم أنتج التلفزيون العراقي مسلسل الدواسر. والذى جاء ليكرس قضية واحدة هو أن الحل الوحيد لابن الجنوب أن يترك مدينته ويهاجر ويستقر في مناطق سكنية قام ببناءها النظام السابق ليفرغ الجنوب وليحكم سيطرته عليهم من خلال بناء مجمعات سكنية هى تشبه إلى حد ما المستوطنات الصهيونية . مثل أبو منيصير ومجمع الشحيمية . والحقيقة أن النظام السابق أراد من بناء تلك المجمعات هو أن يحولها إلى معسكرات امنية تضم عوائل الجنوب الذين غرر بهم النظام وخدعهم . وفي مسلسل الدواسر سوق منتجي هذا العمل الدرامي فكرة أن ابن الجنوب لايصلح للعيش في الجنوب وان عليه أن يتخلص من كل مشاكله من خلال العيش والاقامة في تلك المدن . ان طبيعة تلك الدرامية كانت واضحة للعيان وهو تعمد الإساءة إلى الجنوب باكمله .واستخدم كتاب دراما المسلسلين المذكور لهجة أهل الجنوب التى جعلوه محط سخريتهم وانتقاصهم لاهل الجنوب .وكأن اللهجات التى يتكلم بها سكان المدن العراقية هي لهجات مثالية .وقد اثارت ردود أفعال الكثير من المواطنين ازاء هذه الاساءات المقصودة من قبل النظام وجوقة الممثلين وكتاب الدراما السطحين … وفي 2020 اعادوا استخدام الدراما في حربهم ضد أبناء الجنوب .وشوهوا صورة ابن الجنوب بكل وقاحة ودناءة نفس .فقد كانت الدولارات كافية لتجعلهم يسخرون اقلامهم المأجورة من اجل النيل من سمعة تلك المحافظات التى لازالت حتى ساعة كتابة هذه الكلمات تقدم قوافل الشهداء من اجل حماية الوطن باكملها .وكنت اتمنى من كتاب الدراما أن يتناولوا بكتاباتهم قصص واقعية عن رجال حيروا الدنيا بكرمهم وشجاعتهم عن مدن استبسلت وقاتلت رغم الحصار الداعشى .مثل مدينة امرلي البطلة ومدينة حديثة الصابرة وهيت الشجاعة وشهامة الشهيد أبو تحسين الصالحى . والشاب الذى زور هويته الرسمية من اجل الالتحاق بكواكب الحشد الشعبي المجاهد 
وشجاعة الشهيدة اميمة الجبوري 
وحسنا فعلت بعض عشائر الجنوب عندما ارتفع صوتها للمطالبة بمقاضاة كتاب السوء
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال