جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف الى الرجال الأشداء في حشدنا المقدس.. عباراتنا تصنع إنجازاتنا!

الى الرجال الأشداء في حشدنا المقدس.. عباراتنا تصنع إنجازاتنا!

حجم الخط



أمل هاني الياسري |

خرج النبي سليمان (عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وعلى آله)، ذات يوم مع جماعة من قومه، فسمع أربعة من العصافير يتكلمون بالحكمة، فقال سليمان (عليه السلام) لمن معه: أتعرفون ماذا تقول العصافير؟فقالو يا نبى الله أنت سليمان الحكيم وليس نحن، فقال: العصفور الاول يقول كلاماً عجيباً،والثانى يكمل على كلام الاول بكلام أعجب منه، والثالث يكمل للثانى، والرابع يكمل لبقية العصافير كلاماً أكثر عجباً! فيا ترى ما قالت العصافير، لينتبه سليمان وينبّه قومه لقولهم؟! 
العصفور الأول يقول: (يا ليت الخلق لم يخلقوا)، والثانى يقول:(ويا ليتهم لما خلقوا علموا لماذا خلقوا)، والثالث يقول:(ويا ليتهم لما علموا لماذا خلقوا عملوا بما علموا)، والرابع يقول: (ويا ليتهم لما عملوا بما علموا أخلصوا فيما عملوا)، هذه هى حكمة العصافير، فأين نحن من هذه الحكمة في أيامنا العاصفة بالضجيج الساكن، الذي بدأ يلسعنا بقوة من تحت الرماد الإعلامي، فجميعنا لن نحتاج بعد اليوم لأن يقول لنا أحدهم، أنكَ حر وهذا مالا نستوعبه جيداً.
معارك التحرير التي قادتها فتوى الجهاد الكفائي، حين أفرزت حشداً مباركاً، يساند جيشاً قُدِرَ له أن ينهار في تلك الأيام الغابرة بغض النظر عن الأسباب، لكن الفتوى المقدسة كانت درساً بليغاً، لمَنْ يريد أن يفهم كيف تحقق الإنتصار بعد عام (2014)، فإن كانت الحكمة تقول:(أن أية علاقة بين طرفين تبدأ بالمشاعر، فإن في نهايتها تظهر الأخلاق)، فهي نفس الحقيقة التي ربطت الفتوى المباركة، بمَنْ لبى نداءها، فمشاعر الحرية والكرامة والعقيدة، إرتبطت بأخلاق الجهاد والشهادة لأجل الأرض والعرض.
عندما تحقق النصر وإعلن عن عودة الحدباء الى حضن الوطن، صدحت المرجعية الرشيدة في خطبتها، بأن النصر تحقق بدماء المقاتلين، الذين لبوا نداءها المبارك، ولم تُجير النصر لصالحها، بل أثبتت أنها صمام أمان للعراق والعراقيين، وبها توحد الشعب بكافة أطيافه ومكوناته،كما إن إلتزام المقاتلين بوصاياها المحمولة بجيب كل واحد منهم، أثبت عمق الولاء والطاعة لهذه البوصلة الشريفة، التي لولاها ما إسترجعت الأرض، من براثن التكفير والإرهاب، فكانت خُطبها وعباراتها الحماسية تصنع إنجازاتنا على الميدان.
معركة الحق المتمثل بجيشنا، وحشدنا، ومرجعيتنا، ووحدة شعبنا، ضد فلول الباطل الملتحفة بدولة الخرافة الداعشية، أفرزت ألواناً كثيرة داخل الطيف العراقي، ما بين ناصر للدين، وملبٍ للنداء، وطائفي مغرر به، ومواطن يرجو حقوقه، ولكن لكل إنسان منا لونه الخاص، قد لا يعجب الطرف الآخر وقد يعجبه، بيد أننا في النهاية لا نستغني عن بعضنا، فإختلافنا في الألوان والأطياف، هو مصدر توافقنا لنرسم لوحة نصرنا وإنتصارنا، بأعظم صور الإبداع، وهذا هو سر عظمة العراقيين وخلودهم.
الله الله في إخوانكم سكان المناطق المحررة، وأموالهم وممتلكاتهم، لا يأخذنكم الزهو بالنصر والغلبة لأخذ الثأر منهم، ولاتكونوا كالصخور تسد الطريق أمام الضعفاء، بل كونوا كالأقوياء يرتكزون عليكم إخوانكم في الوصول الى بر الأمان، نعم إنها إنسانيتكم وعقيدتكم الراسخة، التي أوصلتكم لنصركم هذا، ولا تنسوا أن ردودكم العنيفة قد تولد ثأراً ليس بالحسبان، فتحسسوا ألسنتكم وضمائركم جيداً، فالحياة ليست بحثاً عن الذات، بل هي رحلة لصنع الذات، وأنتم أيها المقاتلون الأشداء: عباراتكم ودماؤكم صنعت إنجازاتكم.
رجال التحرير النشامى عرفوا الحكمة من نداء المرجعية الرشيدة، فكانت العصافير الأربعة تحلق بقوة في سماء العراق العظيم، وتكتب قصة النصر المستحق بالموصل الحدباء، كما كتبوها في جرف النصر، وآمرلي، والعلم، والرمادي، وتلعفر، والحويجة، ليقصَّ العصفور الأول(الجيش الباسل)، للعصفور الثاني (قوات الشرطة الإتحادية)، والعصفور الثالث (غيارى الحشد المبارك)،والعصفور الرابع (الحكومة المرتقبة)، قصة لماذا خلقوا، ولما خلقوا ماذا علموا، وحينما علموا فإنهم عملوا،عندها أخلصوا، ولما أخلصوا كانت دماؤهم هي الكلمة الفصل.
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال