جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف الماسونية وهم تحطمه إرادة الامام.

الماسونية وهم تحطمه إرادة الامام.

حجم الخط


حامد البياتي |

نشتكي الى الله من جاهل يكتب الى من هو اشد منه جهلا، ومن امي الى من هو ادنى منه اميه؛ 
لانهما يقولان منكرا ويسطران زورا؛ فيجعلان من الميت حيا يمشي في الاسواق ويأكل الطعام، ويقيمان حفلة شواء على رماد لايلقح شرارة ولو قعدنا ننفخ فيه بضع سنين٠
ما زال الكثير ينظر الى الماسونية باعتبارها المطبخ الذي يعد للشرق والغرب سياساتهما واجندتهما وادبياتهما، وماذا ينبغي عليهما ان يقولا او يفعلا، والامر ليس كما يتصور، فمثالها ( الماسونية ) كالامبراطورية الرومانية او البريطانية او الاتحاد السوفيتي او غيرها والتي لم يبقى منها الا حفنة سطور في كتب التاريخ الذي يحاول ان لايغادره كبيرا ولا صغيرا من الاحداث الا حواها٠
ولدت الماسونية، في القرون الوسطى التي بدأت بنهاية سقوط روما الغربية، وكانت على شكل اتحادية او نقابة، تدافع عن البنائين الذين ينحتون قصورا وقلاعا ودورا فخمة وحدائق غناء، للاثرياء والامراء والاقطاعيين في اورپا الذين يغمطون حقوقهم وينكرونها، ومن هنا جائت تسميتها، ثم تغيرت وتبدلت واصبح لها نفوذ اخطبوطي حينما التحق بها كبار الزعماء والقادة والمفكرين والساسة الدوليين وحتى المغنيين وصناع السينما، فساهمت في نجاح الثورة الفرنسية وفي اسقاط نابليون بونابرت واثرت وبقوة في السياسة الروسية والبريطانية والاوربية، وانتشرت في العالم، كتنظيم اساطيري وسري خطير، يملك الكثير من المفاتيح التي تلعب دورا خطيرا في اقامة انظمة واسقاط اخري، سيما على مستوى دول الشرق الاوسط٠
لقد التحق بهذه المنظمة؛ لسريتها والغازها الجاذبة، الكثير من العناصر الاسلامية والقومية، كجمال الدين الافغاني وجمال عبد الناصر وسيد قطب وحسن الامام واتاتورك والشيخ خزعل الاهوازي الكعبي والشاه والكثير الذي لايمكن عدهم واحصائهم، والسبب في ذلك هو للتديبر السياسي والثقافي وكيفية تدبير شؤون الحكومة والامة، وليس بالضرورة تعلم فن المؤمرات والخيانات، فعلى سبيل المثال، ان الرئيس المصري وبايحاء منها، قام بتأميم قناة السويس ولكنه اقدم على اعدام سيد قطب وهو احد عناصرها ومجموعة من حزب الاخوان؛ لانهم ارادوا اسقاطه بتحالفهم مع اعدائه الامريكيين والبريطانيين والاسرائيلين ضده، ومع ذلك فقد ارتكب اخطاءا كبيرة واستراتيجة وعلى راسها جعل انور السادات نائبا له٠
ومن اشهر من كتب عن هذه المنظمة هو المؤلف الايراني اسماعيل رائين في كتابه الموسوم ( الماسونية في ايران ) ويقع في خمسة اجزاء وصدر في عام ١٩٦٥م ومما جاء فيه، ان الماسونيين ( المتنورين ) تاثروا بالاسماعيلين الذين كانوا في ذلك الوقت في جزيرة سيليا( صقلية ) اذ شحنوا تنظيمهم بالكثير من افكارهم، وقد صودر هذا الكتاب لان الشاه الماسوني ورد ذكر اسمه فيه، ومما جاء ايضا انهم ( اي الماسونيين ) ليسوا على مذاق ونسق واحد، فالامريكيون منهم يختلفون عن البريطانيين الذين لايلتقون بدورهم مع الفرنسيين اي انهم ليسوا على قلب رجل واحد٠
لاننكر بالمطلق قوة هذه الحركة ومجتمعاتها السرية واهوالها وتغولها على مسرح الحياة، بل وحتى على الفن والفنانيين، فمن يسلم نفسه لرغباتها ومطالبها تلمعه وتصنع منه نجما كونيا، ومن يخالفها تبيده شخصا وشخصية كما صنعت بامير الكوميديا المصري اسماعيل يس الذي رفض الاذعان لها فحاربته وافلسته وجعلته يموت فقيرا معدما يعجز عن شراء دواء لمرضه الذي فتك به، ولكنها اخذت بفقد سحرها في الثلث الاخير من القرن الماضي بعد ثورة الاتصالات والمعرفة والعالم الافتراضي الرقمي الذي وفر كما هائلا من المعلومات التي ازاحت ستائر الغموض والاساطير التي توشحت بها وكذلك انتصار الثورة الاسلامية الايرانية وصناعتها لحلف الندية والمقاومة الذي قلب الطاولة عليها وجعلها مذقة الشارب وموطئ الاقدام٠
حري بالكتاب ان يمزقوا عن قلوبهم شبكات الخوف والتردد، ويغمسوها في اوكسجين الجرأة، كما صنعت ايران الثورة بالمستكبرين، فحينما اعتقلت بريطانيا سفينتها في مضيق جبل طارق، ردت عليها بحجز سفينتين منها، وحينما احتاجت حليفتها فنزويلا للطاقة ارسلت اليها ناقلاتها النفطية وفي وضح الشمس الاطلسية وعلى رغم انف ترامب الذي غشيته ذلة وانكسار؛ لانه يعتبر ان امريكا اللاتينية فنائه الداخلي وحديقته الخلفية٠
لقد قفز عن السور الامريكي مؤخرا، جوزيف فورويل، الممثل السامي للاتحاد الاورپي المكلف بالشؤون الخارجية والسياسية الامنية، وقال ان زمن امريكا في افول ويجدر بنا ان نذهب الى الصين لبناء نظام قيادي عالمي جديد٠
قال تعالى في كتابه المجيد ( ان يتبعون الا الظن وان الظن لايغني من الحق شيئا )٠
صدق الله العلي العظيم٠
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال