عبد الحسين الظالمي |
كل شىء وكل حركة في الاعراف الدبلوماسية والبروتكولية لها معنى وتعطي اشارة معينة وقد تكفي في بعض الحالات في ايصال الرسالة المطلوب ايصالها لاصحاب الاختصاص والمحللين الذين يجيدون قراءة ذلك .
حتى طريقة الجلوس والحركة والملابس والديكور كلها تصمم لغرض اعطاء اللقاء او الحدث طابعه الذي حدث لاجلة .
لقاء رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي يوم ٥/٩ بالسفيرين الامريكي والايراني في نفس اليوم وفي نفس المكان وتقريبا نفس الديكور وطريقة الجلوس هذا التوقيت الذي جاء سريعا بعد يومين من مصادقة البرلمان على حكومة السيد الكاظمي له دلالته الكثيرة والمعبرة والذي يشيرالى صواب التحليلات التي خرج بها البعض وهي ان هذه الحكومة هي حكومة ترضية لاطراف الصراع الخارجي مثلما هي كذلك للاطراف الداخلية .
لقاء رئيس الوزراء بالسفيرين وبنفس اليوم هو رسالة اطمئنان اولا وثانيا رسالة للجميع ان طرفي الصراع وصلوا الى نتيجة واحده مفادها ان الصراع في العراق سوف يؤدي الى دمار البلد وانهياره وسوف يكون الكل خاسرا في النتيجة! وسوف تكون ردود الشعب قاسية جدا لانه سوف يكون المتضرر الاكبر من هذا الصراع .
وما ترشح من اللقاء من بحث للملفات التي تمت مناقشتها تشير الى هذا الاستنتاج ما نقل من قول لرئيس الوزراء للسفير الامريكي ( لانريد للعراق ان يكون ساحة لتصفيات الحسابات وساحة صراع بين اطراف خارجيه ولانريد للعراق ان يكون ضد احد من جيرانه ونسعى للعلاقات متوازنه مع الجميع ) وكذلك قولة للسفير الايراني ( لانسمح لاي جهه ان تستهدف تواجد اي دولة داخل العراق وسوف نحاسب ذلك بشده ونسعى لتطوير علاقتنا مع جيراننا بكل قوه ) فيما رد السفير الايراني (اني اتفقت مع السيد الكاظمي على الملفات المطرحة ) وهذه اشارة واضحة جدا وذات دلالة ان تمرير حكومة الكاظمي لم تحدث دون ضوء اخضر من طرفي الصراع.
وهذا شىء يطمن جدا ان حدت التوتر في العراق سوف تضعف وتتراجع ناهيك عن الاخبار التي تشير الى لقاء رئيس الوزراء بالسفير التركي وهو يحمل ايضا نفس الاشارة واتوقع ان لقاءات الرئيس يوم غدا وبعده سوف تكون بالسفير السعودي والبريطاني ثم الروسي والقطري والاردن والكويت وهكذا.
وكل هذا يدلل على ان العرا ومن خلال رئيس الوزراء يريد ان يقول ( اتعبنا الصراع الدولي ولاقليمي ولابد له ان يتوقف قبل ان يحترق الاخضر باليابس).
والخلاصة التي نريد ان نصل اليها ان ماجرى في الفترة الاخير يدلل على ( ان امر ما حدث خلف الكواليس ربما تكشفة الايام القادمة ).
