ماجد الشويلي |
قد يعيب علينا البعض تعاطفنا مع الشعب الامريكي باحتجاجاته الاخيرة ضد حكومته .وقد يستغرب الاخر هذا التفاعل منا ، ظناً منه ان شعار الموت لامريكا هو السعي لقتل الشعب الامريكي كله .
ولذا فانه ولاول وهلة يرى ان تعاطفنا معهم الان هو نوع المتناقض وهو على مايبدو لايدرك أن شعار(الموت لامريكا) يُقصَد منه الموت للنظام الامريكي المستكبر العنجهي
وليس الشعب .
واليوم يحاول البعض اثارة شبهة مشابهة لكنها قائمة على ذات الاستغراب من التفاعل مع الشعب الامريكي ، مفادها أن الضحية (المواطن الاسود جورج فلويد)
كان ممثل افلام اباحية وهذا لايستقيم مع شعاراتكم المناهضة للاباحية . وقبلها بايام قلائل اقمتم الدنيا ولم تقعدوها لمجرد ان رفعت الممثلية الاوربية ببغداد علم المثليين في مقرها .
ويبدو أن مثيري هذه الشبهات والاشكاليات يعانون من قصور النظر وصعوبة التمييز بين لون الحقيقة ولون الباطل في حين أنهم يرون تشكيلة الوان عمل المثليين بكل وضوح !
فتعاطفنا مع الشعب الامريكي في انتفاضته هذه انما ياتي لاسباب عدة
اولا:-أن الضحية قد قتل على يد رجل القانون ومن يمثل العدالة والبعد الرسمي للدولة الامريكية في الوقت الذي تدعي فيه امريكا بانها راعية حقوق الانسان في العالم
ثانياً:- أن القتيل قتل بدم بارد من دون أن يهتز له ضمير او ينبض به احساس بشري
ثالثاً:- أن القتيل قتل بسبب سواد بشرته وهو قمة التمييز العنصري المنافي للانسانية
رابعاً:- أن امريكا تحمل شعار حقوق الانسان والمساواة بين بني البشر وتعاقب هذه الدولة وتحاصر تلك بافتراءات ما انزل الله بها من سلطان بينما تقوم هي وبشكل واضح بابشع الوان التمييز العنصري وانتهاك حقوق الانسان
خامساً:- أن ردة فعل السلطات الامريكية ضد المتظاهرين كانت عنيفة وقاسية وغير انسانية
سادساً:- اننا في العراق تحملنا الكثير من التدخلات السافرة بالشأن الداخلي لمجرد ان الحكومة ارادت الحد من اعمال الشغب التي رافقت الحراك الشعبي في العراق في الوقت الذي لم تلجأ فيه الحكومة لاي من اساليب البطش التي استعملتها امريكا
سابعاً:- أن ديننا يحتم علينا مناصرة المظلومين أينما كانوا بل يحتم علينا انصاف الجميع ولو كان عدوناً
هذه أهم الاسباب التي دعتنا للتعاطف مع الشعب الامريكي في حراكه الاخير