جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف حركات تستثمر بالدم ورموز ثعالبية ماكرة

حركات تستثمر بالدم ورموز ثعالبية ماكرة

حجم الخط


حامد البياتي |


في مثل هذه الايام من عام ٢٠١٣ وقف النافق المنافق، محمد مرسي في استاد القاهرة، زاعقا وبملئ عقيرته، لبيك سوريا، لبيك سوريا٠

وظننت في اول الامر، ان لسانه سبق قلبه ومنطقه ونيته، وكان قصده ان يقول، لبيك فلسطين، لبيك فلسطين، وعملا بقول احمل اخاك على سبعين محملا، فاصخيت له سمعي الذي شككت فيه من جديد، الا انه اصر واكد، وتمادى في تحريض وعسكرة الاحتجاج والحراك الوطني الاجتماعي السلمي الى ثوري دموي عسكري، استرضاءا لواشنطن والغرب وتل ابيب وانقرة ومشيخة الخليج٠

وكانت مدارج الملعب التي غطتها جموعا هستيرية من ذوي اللحى الملطخة بالحناء وباثوابها الافغانية، تهيج وتميج، وترعد وتزبد، وتردد بفتنة مذهبية متأججة، لبيك سوريا، لبيك سوريا٠

وقد جاء خطاب الكفر البواح هذا، بعد يومين، من اجتماع، مايسمى، بعلماء سلفيين بعلماء من الاخوان المسلمين، اذ تقرر فيه، وبصوت واحد، اعلان الجهاد في سوريا، وليس في فلسطين، وقد تلاه الشيخ المصري محمد حسان المفرط في تكفيره والمغالي في اصوليته وراديكاليته٠

وهكذا ابتداءت سواقي الدم تدور في سوريا ومنذ ذلك اليوم والى حد كتابه هذه السطور، وما زالت الخطوب تدلهم كقطع الليل المظلم على هذا الشعب الطيب الاعراق٠

وتلكم ليست اول قارورة كسرت في الاسلام، فقد سبقتها الكثير، والتي قلبت الجنة جحيما، واسائت للحقيقة وللمجتمع البشري كله ومنذ زمن نبينا ادم عليه السلام، ولكن اقساها وامضها واوجعها، هي حركة السقيفة لبني ساعدة في ١١ للهجرة في ربيع الاول، حيث خذل امير المؤمنين والموحديين علي بن ابي طالب عليه السلام واسقط حقه، ودال الامر الى غيره، ممن لم تشهد لهم كفاءة، ولم تترجم لهم جراءة وشجاعة، وفوق ذلك انهم من ارذل الناس قوما ونسبا، وعصبة وكيانا٠

ومنها ايضا، حركة مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة، والتي ابتدات منذ السنة العاشرة للهجرة واستمرت حتى موقعة اليمامة التي انتهت في السنة ١١ للهجرة والتي هرست اكثر من ١٥ الف قتيل، في وقت كان الاسلام غضا طريا، ومطمعا للامبراطوريتين الشرهتين الفارسية والرومانية٠

وحركة الناكثين، حيث خرجت عائشة بنت ابي بكر بمعية طلحة والزبير على امام زمانهم بعد ان جددوا البيعة له كذبا ومكرا، وقد راح ضحية هذه المعركة اكثر من ٢٠ الف قتيل في موقعتين، الجمل الصغيرة والكبيرة٠

ثم حركة القاسطين في عام ٣٦ هج، حيث ابى ابن ابي سفيان ان ينزل عن سلطة الشام وينقاد الى ولي امره، وفاضت ارواح اكثر من ٨٠ الفا من المسلمين٠

ثم حركة المارقين ( الخوارج ) في ٣٨ للهجرة٠

ثم ظهرت حركة الكيسانيين، بعد استشهاد المختار رضوان الله عليه، حيث ابتدعوا امامة جديدة، ونسبوها الى محمد بن الحنفية، وقد انشقوا الى فريقين، ادعى الاول ان محمد بن علي غاب في جبل رضوى ( وهو جبل بين مكة والمدينة ) وادعى الثاني ان خليفة ابن الحنفية هو محمد بن علي بن عباس، وكان من رؤوس هذه الحركة العباسيون، الذين رفعوا حب ال البيت ظاهرا، بينما كانت تغلي نفوسهم حقدا وحسدا منهم٠

ثم حركة الزيدين، الذين جاؤا بنهج جديد للامامة ومن نسج مشاعرهم، حيث قالوا، من كان فاطميا خرج شاهرا سيفه وادعى الامامة فهو الامام الواجب الطاعة، وكان لهم فقهاء وقواد حرب ومن اشهرهم ابوحنيفة الكوفي وسفيان الثوري٠

ثم حركة المرجئة التي ظهرت في عهد الامام الصادق عليه السلام، وتبنت رايا يقول، ان من قال لا اله الا الله يرجى له الجنة بغض الطرف عما جنته يداه من ظلم وجريمة٠

ثم حركة القرامطة الاسماعيلية، التي تولت عبد الله الافطح بعد استشهاد الامام الصادق، والتي غزت مكة وسلبت الحجر الاسود٠

ثم حركات السلفيين والوهابين واخوان المسلمين٠

والان وبعد زوال حكم البعث القرقوشي، ظهرت على المسرح العراقي الملتهب حركات تقودها عناصر مريبة كالصرخي الذي يترحم على ابن تيمية، واحمد حسن اليماني الذي يدعو الناس اليه باعتباره اليماني الموعود وتنظيم جند السماء الذي يدعي قائده بانه المهدي المنتظر، وعشرات من القنوات الفضائية التي تصب جام غضبها ليس على الصهاينة والملحدين والمنحرفين، وانما على المرجعية الرشيدة التي حمت الوطن والمواطنين وحصنته من شرور الفتن الطائفية والمذهبية والعرقية، ولولاها لساح العراق باهله٠

لاينكر احد هذه الشروخ التي احدثتها هذه الحركات وغيرها الكثير في جسم المجتمع وروحه، ولكن لايبقى الا صحيح الدين والايمان وهذا ماجاء صريحا في كتاب الله تعالى حيث قال ( فاما الزبد فيذهب جفاءا واما ينفع الناس فيمكث في الارض )٠

صدق الله العلي العظيم٠

٥/٦/٢٠٢٠
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال