جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة


تقي الشحماني||

 

في دورة تدريبية على القتال في ايران. خلع المقاتل في الحشد الشعبي { حسن سنوح الركابي} حذائه العسكري { البسطال } ليستعد لصلاة الظهر وتقدم ليغسل رجليه واذا برجل ايراني يتكلم العربية بصعوبة { مكسر } یتقرب اليه ويربت على كتفه قائلا له وهو يجلس الى جانبه.

- من فضلك انا سوف اغسل رجليك

- ليش ؟

- لانك سوف تذهب شهيدا سعيدا, واريد ان تقول لربي ان فلان غسل رجليك وسوف يجزيني ربي عليها.

لم يمانع المقاتل حسن, وترك الرجل الايراني ليغسل رجليه, وعند الانتهاء تعانقا معا لتمتزج دموعهما بفرح الشهادة والجزاء يوم القيامة. بقيت فكرة الشهادة مسيطرة على المقاتل حسن سنوح تراوده كأنها حلم جميل يدغدغ مخيلته. وعندما عاد الى العراق اشترك بعدة معارك كقائد لمجموعة قتالية ابتداء من معارك اللطيفية والشاخات وجرف الصخر وعزيز بلد ومكيشيفه وزلاية وتلال حمرين وصحراء الصينية والصقلاوية ومعارك تحرير الموصل. كان في كل معركة يقودها ينتظرالشهادة. وكان يكرر بعد كل معركة تنتهي { ايجوز بالوراها }. كانت فكرة الشهادة هاجسة الاول يتغنى بها ليل نهار, وكأن هذا الرجل الايراني الذي غسل رجليه ملك من ملائكة السماء ارسل اليه ليبشره بالشهادة. واخيرا استقرت مجموعته عند اطراف تلعفر المدينة التي سيطر عليها الارهاب وفعلوا باهلها مافعلوا واتخذوها عاصمة لهم. فكل مافيها داعشي. من رجال ونساء واطفال الكل فيها داعشي وبامتياز. وعند الساتر الاول حطت مجموعته القتالية رحالها. كان الدواعش مستميتن بالدفاع عن تلعفرحتى انهم خسروا فيها وحسب الاحصاءات الرسمية { 1163 } قتيلا عدى الجرحى. استماتت القيادات الداعشية في الدفاع عن كيانها وعن قادتها الذين تم محاصرتهم في المدينة. وفي اخر ليلة لحسن سنوح ومجموعته على ساترها كانت هذه المحادثة بينهم قال حسن لمساعده ابوزهراء:

- خويه ابو زهراء انا متواعد بالشهادة ولهسا ما نلتها واتوقع راح اتصير بتلعفر.

- حسن بعد اخوك الاعمار بيد الله شيل هالفكره من راسك واستهدي بالرحمن وعمرك با رية دخن يخوي.

- والله ابو زهراء من هذا الايراني غسل رجليه وگلي انته راح تستشهد وانا هاي الفكرة ابالي. احنا چنا فوگ الميتين مقاتل بالدوره التدريبية من بينهم كلهم اجا عليه وبشرني بالشهادة.

- استهدي بالرحمن بعد اخوك ابو عباس ان شاء الله هاي المعركة مثل الگبلها ونطرد هالانجاس من تلعفر ونرجعها لاهلها الي اتهجولوا بين العربان ونرجعهم لبيوتهم آمنين.

- آمين ابو زهراء چا انه شريد بس والله ابو زهراء احس روحي كلش واثق من الشهاده بهاي المعركه.

هنا صاح المقاتل ياسر احد افراد المجموعة على الشهيد حسن ومساعده ابو زهراء يدعوهم الى وليمة عشاء اعدها احد المقاتلين.

- ابو عباس ابو زهراء. يالله بعد اخوكم العشا حاضر.

- الله تمن وقيمه منين جبتوه ؟

- الظهر اجت سيارة واحد من المواكب وترسولنه جدر قيمه وجدر تمن وياها نضدة خبز

- الله يوفقهم شلون وصلوا ابهل القصف الكافر.؟

- والله ابو عباس ما شفناهم الا يمنا حتى احنا اتفاجأنه شلون وصلوا.

- الله يوفقهم وأجرهم على ابو عبد الله الحسين

- ياسر وراها چاي.؟

- مو تدلل ابو عباس. چاي وكسكين

بدأت المجموعة بتناول { التمن والقيمة } بشهية مفتوحة.فقال ياسر.

- والله ابو زهراء بودي الم المجموعة كلها وناكل سويه. فقال ابوزهراء

- لا يخوي انخاف عليهم من القصف والقنص واحنا باچر بحيل الله عدنا صوله نجتاز هذا الساتر حتى انطب اطراف تلعفر لان هذا اخر ساتر الهم وجماعتنا خوش محضريلهم من هاي الصواريخ التفوخ الگلب.

علق حسن.

- بحيل الله باچر اول اشاره للعبور أنا اول واحد يعبر الساتر. بعد اخوك ابو زهراء اذا استشهدت مو تحير بيه وتعوف المعركه اريدك اتقود اخوتك وتاخذ ابثاري من هل الانجاس.

- هم رجعنا الهذا الحچي, هسا ايجوز باچر يومي مو يومك, دستهدي بالرحمن بعد اخوك وهاك چايك.

كان ياسر قد جمع قناني الماء وقطعها وجعل من اسفلها { استكانات } شاي. شرب الجميع شايهم وبدأوا بالسمر ياسر وابو زهراء وحسن ابو عباس وتعبان غالي ورعد شنداخ كانت ليلة سمر لا تنسى تحت قصف الدواعش المستمر بالهاونات والاسلحة الثقيلة الاخرى وكانت طلقات قناصة الدواعش تستهف ظل المقاتلين الذي يعكسه ضوء القمر على حافة الساتر.

تذكر حسن بناته الخمسة وابنه الوحيد عباس. لم يكن يفكر بهم او{يطريهم} على باله يوما الا في هذه الليلة, تذكر اصغر بناته وجمالها وشقاوتها حين تفرض ارادتها على اخواتها الكبيرات وفجأت نادى على ياسر.

- ياسر بعد اخوك عندك ورقه وقلم ؟

- اي عدي شلك بيهن, لازم حصرتك اتريد تكتب قصيده مو اعرفك اشعارك الحلوه ما تجي الا ساعة الموزمه .

- لا والله بعد اخوك ياسر اريد اكتب وصيتي واخليها يمك.

- ومنو ايگول ما استشهد گبلك ؟

- عمرك طويل يخوي بس انا راح اخبر ربی على هذا الايراني الغسل رجليه وگله ربي دير بالك عليه.

- ههههههههه چا ربك مايعرف هذا الايراني حتى توصيه عليه { غير يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور } يومك بعيد ابو عباس.

- بعد اخوك ياسر انطيني الورقه والقلم عود اذا ما كتبت وصيتي اكتبلك بيها شعر.

استلم حسن الورقة والقلم وبدأ بكتابة وصيته حيث ابتدأها بالسلام على اهله وزوجته ثم توجه بالحديث الى ابنه عباس واوصاه بأخواته وان يكون ابا لهن من بعده ثم ختمها بالصلاة على محمد وال محمد واعطاها لياسر.

- خويه ياسر هاي وصيتي واذا الله سلمنا اكتبلك قصيدة تعجبك.

وما ان اكمل حديثة حتى اشتعلت الارض لهبا حيث قام الدواعش بالهجوم لكسر الطوق وفك الحصار لتسهيل هروب قادتهم, كان الهجوم شاملا وقويا ومستديما بدأ بالقنص ثم بالسيارات المفخخة ثم تقدم الدواعش تحت ستار النار التي يطلقونها على ابطال الساتر. لم يتزحزح الابطال عن ساترهم قيد انملة ولقنوا الدواعش درسا في فنون القتال والصمود. قابلو روح الدواعش الانتحارية بروح العقيدة والصمود. وعند اول بزوغ الشمس حين يدلع الصباح لسانه كانت جثث الدواعش تملا الوادي بين المدينة والساتر, وتهيأ الابطال لعبور الساتر والقيام بهجمة مضادة مستغلين خسائر العدو وتراجعه غير المنظم الى داخل المدينة. وجائت اللحظة الحاسمة للقيام بالهجوم. وقفز حسن سنوح الركابي امر المجموعة القتالية { سرايا الجهاد } برشاقته على الساتر وهو يهتف باخوته المقاتلين بهذه الهوسة الجنوبية

- حل فرض الخامس گوموله.

ولم تمض الا دقائق حتى صرخ ياسر باعلى صوته.

-. ابو زهراء الحگ استشهد حسن..ولك خويه استشهد ابو عباس.

وهكذا استشهد البطل المقاتل القائد حسن سنوح الركابي وهو يرتقي الساتر ليذهب الى ربه مضرجا بدم الشهادة وابتسامة النصر على فمه وكأنه یقول كما قال امامه علي بن ابي طالب عليه السلام { فزت ورب الكعبة } وقد كان ذلك يوم 20-1- 2017 وعلى ساتر تلعفر الاخير قبل تحريرها بسويعات. فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا..

ملاحظه } عدى اسم الشهيد حسن سنوح الاسماء الاخرى افتراضية }

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال