جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 


اياد رضا حسين||

من الظواهر المدانه والتي لم تكن معروفه في الدوله العراقيه منذ تاسيسها في عشرينيات القرن الماضي ، هو هذا التجاوز والاعتداء على منتسبي القوات المسلحة وخاصة الضباط اثناء تادية واجباتهم ، ولاسباب سبق انا اشرنا اليها في مقالات ذات الصلة ، والتي بالمحصلة النهائية اوجدت حالة من الفوضى والارباك واضعاف هيبه الدوله والقانون والنظام الذي يعتبر من اهم مرتكزات النظام السياسي الحاكم ،
ويبدو ان هنالك ظاهرة اخرى لا تقل خطورة عن التي اشرنا اليها ، والتي لم تكن معروفة ايضا في كل الانظمة السياسية والعهود السابقة التي مرت على العراق ، وهو انه في حالة اي اخفاق او خرق امني يجري توقيف القوات الامنيه وقادتها العاملين في منطقه الحادث ، بدعوى الفشل في التصدي له ومنعه ،،،
وكذلك عندما تقوم هذه القوات بالاجراءات الرادعة في التصدي للعابثين والمخربين فيجري توقيفهم ايضا ، بدعوى الاساءة الى مايسمى بالمتظاهرين السلميين (الذين يرمون القوات الامنيه بالمولوتوف ، ويحرقون ويخربون الممتلكات العامة والخاصة ، ويحولون منطقه التظاهر الى ساحه معركة ،،، الخ) ،،، ان من الواضح ان هذه السياسه وهذه الاجراءات الغريبة هي لدفع المسؤوليه ليس الا ؟؟!! ، والتهرب من اتخاذ القرار الجرئ والصائب والحاسم
، وفي محاوله لارضاء هذا الطرف او ذاك ،، والضحيه هي القوات الامنية ، ان تحميل هذه القوات بهذا الشكل وبصورة مستمرة ستؤدي بالنتيجه الى تدمير نفسيه العاملين في هذه الاجهزة ، لانه لا يمكن ان يكونوا متهمين على الدوام ،، ويجري تبرئه التجمعات المنفلته التي تمارس الفوضى والشغب والاجرام .
ان على القياده الامنية والسياسية ان تدعم هذه القوات وتساندها وتوجه بالضرب بيد من حديد على كل من يسيء ويخرق القانون والنظام . ولكن يبدو ان هذه القيادات تحاول على الدوام التهرب من مسؤوليه المجابهه ، وهي بذلك تؤكد على عدم اهليتها وصلاحيتها لهذه المسؤولية ولهذا الموقع ، وكذلك فانه يبدو ان هذا واحد من اهم اسباب هذا الفشل في فرض سيطرة القانون والنظام ،
اضافه الى افتقار معظم هؤلاء لشروط ومواصفات القيادة الناجحة التي يجب توافرها ، والتي رأيناها في انظمة سياسية وعهود سابقة والتي تركت اسماء لامعة لازلنا نتذكرها (ولا نقصد هنا النظام السابق) ، ليس فقط على مستوى القيادات العسكريه وانما حتى على مستوى القيادات السياسية ،
وفي بلد مثل العراق في ظروفه وطبيعة مجتمعه وشكل التحديات والمشاكل التي تجابهه ، كما ان هناك سبب جوهري ومهم وهو ان هذه الاوساط التي تصدرت العملية السياسية او مواقع صنع القرار او الاجهزه المهمه التنفيذية ، هي من وسط لم يعهد بان يكون في موقع القيادة والرئاسه والحكم واتخاذ القرار والتصدي والمجابهة ، وانما كان على الدوام يتلقى الضربات والاوامر الشديدة والقاسية والضغط من قبل الهيئه الحاكمة عبر عقود وعصور مختلفة ، لذلك فان ليس من السهولة ان يتحول هذا التحول وبالشكل الحالي الجاري الان

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال