خالد القيسي ||
ما نراه أليوم من فوضى سياسية وإجتماعية ليست وليدة أللحظة ، وإنما إرث ما صنعته أيدينا ، ونتاج عقلية مرضية مزمنة ولدت ظهور رأي عام فوضوي فاشل في استيعاب ما حدث في عام 2003 ساهم بتدمير البنى التحتية ، دل على ذلك هجمة البناء العشوائي بظهور مدن كاملة ، اثقلت كاهل الدولة في توفير الماء والكهرباء وألخدمات ، فضلا عن التجاوز على التصميم ألاساسي لمدينة بغداد ألعاصمة ومركز المحافظات ، وتلك واحدة من مناجات كثيرة من عمد ظلم نفسه وأهله وبلاده.
شماعة ألفشل في ألاستقرار وألبناء ذريعة تلقى على شخصية ألنظام ألسابق ، وعلى الحكومات ألمتعاقبة بعد التغيير، وعلى دول الجوار ، ولكن ننسى نحن المساهمون ألاكبر فيه .
الجهات ألأربعة هذه غير بريئة مما حصل ويحصل ، نظام سابق حكم متعدد الوجوه السيئة ، تورط بالدم ، أسر إختفت ، سجون ملئت ، تغلغل بين ألناس أربعون سنة في تركة شيطان غشت عقول لا زال البعض منها تمجده ، ربى عصابته على ذلك في حياته وبعد مماته ، بشواهد ألمكاره وألقصد ألسيء بألألحاح على قتل ألنفس ألبريئة ، وما إعتاد عليه بعد 2003 بفعل متوالية ألهم ، تفجير ألسيارات ألمفخخة ,ألإنتحارين ، زرع قنابل أماكن وأرصفة.
ألنخب ألفاسدة أتمتها في الحكومات ألمتعاقبة ، تبنت مشروع تعطيلي ، ألصراع على ألمناصب وألمكاسب ، ومنصات لتحريك ألنعرات ألطائفية وألقطيعة ، ألقتل على الهوية ، إستباحة ألمال وبيوت ألله ، ألتهجير ، ألإختطاف وألإبتزاز.
ألدول المحيطة بنا أكملتها ، صدرت ألينا من يجيد ألتكفير وألتفجير ، إعلام دمر الدولة العراقية في نهجها وثوبها الجديد ، أليات ضخمة للتحريض ، إنتحاريون شباب غرر بهم من دعاة ألتكفير وألضلال .
تظاهراتنا نحن لم تكن جميلة ألمقاصد ، غلبة فيها ألعادة وقل ألصلاح ، تقاد بنفس طريق مسرحيات هزلية إخراجها أشخاص محددة ، ومؤسسات ما تسمى المجتمع المدني ألعميلة للأجنبي، لم نأخذ منها شيء سوى حالة تتكررعلى نهج واحد ، سبقتهم ألتهمة ولم تحظرعندهم ألمشورة في لين الكلام وأنفعه.
كثر فينا ألسيؤون وقل ألخيرون .عشائر تتقاتل بينها بالمدفع والرشاش ، وأحكام وبدع ترتكب على الهوى في ألعطاء وألمنع والحب وألكره ، جهلة ترتكب ألفساد ألمالي وألخلقي ، فوتت ألفرصة على ألبلد وأخرته ، تركته في محنة وفتنة .
لا زلنا نعيش في جلباب التجويع وألإفتقار والخوف ألامني ، وليد عقلية نائب ووزير ومدير عام لا يعرف ألحق ، يدير موقعه بعقلية وعادات بعيدة عن مخافة ألله وألطاعات ، يدرك مبتغاه في سلطان ألمغانم بقوة السلاح وطريق ألفساد ، وعدم وفائه بالعهود عندما جاء الى المنصب حافيا وبغير جهد طرب لها قلبه وألشاهدين ألداعمين له من حزبه وفصيلته وكتلته .
ألمظاهر ألمحزنة هذه متى تقمع ؟ وتتغلب عليها أنفس مستقيمة تعمر وتبني ، تشاركنا نحن ألمستضعفين مكاره ألدهر وتكون قوة لضعفنا وحلول لفاقتنا .
أفضل أدواتنا ألصبر ! ألذي أورثنا حزنا طويلا ، أن ننجح في موعود لم نراه ، أو نخرج من هذا ألبلد بلا أمل يحقق ورغبة نفذت ، ويبقى جرحنا نازف في إفتنان ألآخرين بسحت ألاموال وإستحلال ألحرام .