جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 


الشيخ خيرالدين الهادي الشبكي ||

لا يزال الخطاب العراقي في العموم يخضع لأبعاد عاطفية محكومة بسلسلة من الافكار التي تعشعشت في قلوبنا بعد أن ارتضينا بأن نجعل زادنا عبر قناة اللاوعي؛ لتكون الثقافات الدخيلة هي الحاكمة والفاعلة في الوسط الاجتماعي الثائر على نفسه والمبتعد عن صفاء الموروث الذي كان عليه عامة أبناء هذا الشعب المنكوص على عقبيه فلم يقوى على التمييز بين الصديق والعدو؛ بل أصبح في تيه الضلالة بعد أن اختلط عليه الامر نتيجة السياسات التي اتبعتها أبناء السفارات وهم يعملون على تغذية عقولنا بسياسة العقل الجمعي الذي بات يعسكر على الارادات الحاكمة.
أن عدم التمييز بين ما يحيط بنا من الاصدقاء والاعداء هدف كبير عمل عليه مختلف الجهات الدولية حتى أصبح أكثر الشعب لا يفرق بين دعم الجمهورية الاسلامية للعراق وفي مختلف الوسائط وبين العداء التكفيري السعودي المفضوح في مختلف الميادين, أو العداء الامريكي الواضح الذي ترجمتها أمريكا على لسان عتاتها الذين تولوا الحكم عليها.
ولست هنا في مقام الدفاع عن الجمهورية الاسلامية التي كشفت الايام عن صلابتها وقوتها وثباتها على المبادئ حتى هزت الدول الكبرى التي اضطرت إلى احترام ايران كدولة قوية وذات سيادة, ولكن أحببت أن أكشف قذارة المحيط العربي بشكل عام وخاصة حكام الخليج الذين لا يمثلون إلا عبيداً بيد القوى الكبيرة وخاصة محور الشرَّ الذي وجد في الخليج مرتعاً ومستنقعاً يمكن أن يلبي حاجة الدول الكبرى والمهيمنة التي عمدت إلى الاستحواذ على مقدرات الثروة في الخليج بشكل عام, واستعبدت حكام الخليج فصاروا إلى التطبيع كالقطيع.
والذي ينبغي أن ندركه هو أن هناك فرقاً كبيراً بين رؤية الجمهورية الاسلامية للعراق وبين حكام الخليج سيما آل سعود؛ لذلك لا يجوز المقارنة بينهما, خاصة بعد أن انكشف وبشكل واضح أن الكثير من الصهاريج الايرانية دخلت العراق وكانت تحمل غاز الاوكسجين لمرضى كورونا اضافة إلى المئات من سيارات الشحن التي حملت المساعدات والاجهزة التي تمكن العراق من مواجهة البلاء؛ على خلاف الصهاريج السعودية التي كانت تدخل العراق منذ سنوات وتحمل الانتحاريين والمفخخات وتسببت بقتل المئات من العراقيين وفي مختلف المحافظات؛ لذلك كيف يمكن أن ننظر إلى ايران والسعودية بنظرة واحدة ومتساوية, وهما مختلفان فواحدة منهما تسعى إلى حياتنا واخرى تتبرك بقتلنا وسفك دماءنا فما لكم كيف تحكمون.
ــــــــــ

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال